وعزة الذي بسط الأرض وألقى فيها رواسي لا تزول فكذلك ينبغي لربى أن يكون ويكون ملكه فأوحى إلى رأس من رؤس بقية الأنبياء ان نبوزر اذان جبور صدوق والحبور بالعبرانية حديث الايمان وان نبوزر اذان قال لبنى إسرائيل ان عدو الله خردوس امرني ان اقتل منكم حتى تسيل دماؤكم وسط عسكره وانى فاعل لست أستطيع ان أعصيه قالوا له افعل ما أمرت به فأمرهم فحفروا خندقا وامر بأموالهم من الخيل والبغال والحمير والبقر والغنم والإبل فذبحها حتى سال الدم في العسكر وامر بالقتلى الذين كانوا قتلوا قبل ذلك فطرحوا على ما قتل من مواشيهم حتى كانوا فوقهم فلم يظن خردوس الا ان ما كان في الخندق من بني إسرائيل فلما بلغ الدم عسكره أرسل إلى نبوزر اذان ارفع عنهم فقد بلغني دماؤهم وقد انتقمت منهم بما فعلوا ثم انصرف عنهم إلى أرض بابل وقد أفنى بني إسرائيل أو كاد وهى الوقعة الأخيرة التي انزل الله ببنى إسرائيل يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب إلى قوله - وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) وعسى من الله حق فكانت الوقعة الأولى بختنصر وجنوده ثم رد الله لهم الكرة عليهم ثم كانت الوقعة الأخيرة خردوس وجنوده وهى كانت أعظم الوقعتين فيها كان خراب بلادهم وقتل رجالهم وسبى ذراريهم ونسائهم يقول الله عز وجل (وليتبروا ما علوا تتبيرا) (رجع الحديث) إلى حديث عيسى ابن مريم وأمه عليهما السلام قال وكانت مريم ويوسف بن يعقوب ابن عمها يليان خدمة الكنيسة فكانت مريم إذا نفد ماؤها فيما ذكر وماء يوسف أخذ كل واحد منهما قلته فانطلق إلى المغارة التي فيها الماء الذي يستعذبانه فيملا قلته ثم يرجعان إلى الكنيسة فلما كان اليوم الذي لقيها فيه جبريل وكان أطول يوم في السنة وأشده حرا نفد ماؤها فقالت يا يوسف ألا تذهب بنا نستقي قال إن عندي لفضلا من ماء أكتفي به يومى هذا إلى غد قالت لكني والله ما عندي ماء فأخذت قلتها ثم انطلقت وحدها حتى دخلت المغارة فتجد عندها جبريل قد مثله الله لها بشرا سويا فقال لها يا مريم ان الله قد بعثني
(٤٢٤)