الله من دارا ورزقنا خلاف ما كان يتوعدنا به وأنه هدم ما كان في بلاد الفرس من المدن والحصون وبيوت النيران وقتل الهرابذة وأحرق كتبهم ودواوين دارا واستعمل على مملكة دارا رجالا من أصحابه وسار قدما إلى أرض الهند فقتل ملكها وفتح مدينتها ثم سار منها إلى الصين فصنع بها كصنيعة بأرض الهند ودانت له عامة الأرضين وملك التبت والصين ودخل الظلمات مما يلي القطب الشمالي والشمس جنوبية في أربعمائة رجل يطلب عين الخلد فسار فيها ثمانية عشر يوما ثم خرج ورجع إلى العراق وملك ملوك الطوائف ومات في طريقه بشهر زور وكان عمره ستا وثلاثين سنة في قول بعضهم وحمل إلى أمه بالإسكندرية * وأما الفرس فإنها تزعم أن ملك الإسكندر كان أربع عشرة سنة والنصارى تزعم أن ذلك كان ثلاث عشرة سنة وأشهرا ويزعمون أن قتل دارا كان في أول السنة الثالثة من ملكه وقيل إنه أمر ببناء مدن فبنيت اثنتا عشرة مدينة وسماها كلها إسكندرية منها مدينة باصبان يقال جى بنيت على مثال الجنة وثلاث مدائن بخراسان منهن مدينة هراة ومدينة مرو ومدينة سمرقند وبأرض بابل مدينة لروشنك بنت دارا وبأرض اليونانية في بلاد هيلاقوس مدينة للفرس ومدنا أخر غيرها ولما مات الإسكندر عرض الملك من بعده على ابنه الاسكندروس فأبى واختار النسك والعبادة فملكت اليونانية عليهم فيما قيل بطليموس بن لوغوس وكان ملكه ثمانيا وثلاثين سنة فكانت المملكة أيام اليونان بعد الإسكندر وحياة الإسكندر إلى أن تحول الملك إلى الروم المصاص لليونانية ولبنى إسرائيل ببيت المقدس ونواحيها الديانة والرياسة على غير وجه الملك إلى أن خربت بلادهم الفرس والروم وطردوهم عنها بعد قتل يحيى بن زكرياء عليه السلام ثم كان الملك ببلاد الشأم ومصر ونواحي المغرب بعد بطلميوس بن لوغوس لبطلميوس دينانوس أربعين سنة ثم من بعده لبطلميوس أو رغاطس أربعا وعشرين سنة ثم من بعده لبطلميوس فيلا فطر إحدى وعشرين سنة ثم من بعده لبطلميوس أفيفانس اثنتين وعشرين سنة ثم من بعده لبطلميوس أو رغاطس تسعا وعشرين سنة ثم من بعده لبطلموس ساطر سبع عشرة سنة ثم من بعده لبطلميوس الا حسندر إحدى عشرة
(٤١٣)