وذكر الهدهد سليمان فنهض عنه فلما انتهى إلى العسكر تلقته الطير وقالوا توعدك رسول الله فأخبروه بما قال قال وكان عذاب سليمان للطير أن ينتف ريشه ويشمسه فلا يطير أبدا فيصير من هوام الأرض أو يذبحه فلا يكون له نسل أبدا قال فقال الهدهد أو ما استثنى رسول الله قالوا بل قال أو ليأتيني بعذر مبين قال فلما أتى سليمان قال ما غيبك عن مسيري قال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين حتى بلغ فانظر ماذا يرجعون قال فاعتل له بشئ وأخبره عن بلقيس وقومها ما أخبره الهدهد فقال له سليمان قد اعتللت سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم قال فوافقها وهى في قصرها فألقى إليها الكتاب فسقط في حجرها إنه كتاب كريم وأشفقت منه فأخذته وألقت عليه ثيابها وأمرت بسريرها فأخرج فخرجت فقعدت عليه ونادت في قومها فقالت لهم يا أيها الملا إني ألقى إلى كتاب كريم إنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم، ألا تعلوا على وأتوني مسلمين، ولم أكن لا قطع أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والامر إليك فانظري ماذا تأمرين - إلى - وإني مرسلة إليهم بهدية فان قبلها فهذا ملك من ملوك الدنيا وأنا أعز منه وأقوى وإن لم يقبلها فهذا شئ من الله فلما جاء سليمان الهدية قال لهم سليمان أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم - إلى قوله - وهم صاغرون يقول وهم غير محمودين قال بعثت إليه بخرزة غير مثقوبة فقالت أثقب هذه قال فسأل سليمان الانس فلم يكن عنده علم ذلك ثم سأل الجن فلم يكن عندهم علم ذاك قال فسأل الشياطين فقالوا ترسل إلى الأرضة فجاءت الأرضة فأخذت شعرة في فيها فدخلت فيها فنقبتها بعد حين فلما رجع إليها رسلها خرجت فزعة في أول النهار من قومها وتبعها قومها قال ابن عباس وكان معها ألف قيل قال ابن عباس أهل اليمن يسمون القائد قيلا مع كل قيل عشرة آلاف قال العباس قال على عشرة آلاف ألف قال العباس قال على فأخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن شداد بن الهاد قال فأقبلت بلقيس إلى سليمان ومعها ثلثمائة قيل واثنا عشر قيلا
(٣٤٧)