مع كل قيل عشرة آلاف قال عطاء عن مجاهد عن ابن عباس فكان سليمان رجلا مهيبا لا يبتدأ بشئ حتى يكون هو الذي يسأل عنه فخرج يومئذ فجلس على سريره فرأى رهجا قريبا منه فقال ما هذا قالوا بلقيس يا رسول الله قال وقد نزلت منا بهذا المكان قال مجاهد فوصف لنا ذلك ابن عباس فحذرته ما بين الكوفة والحيرة قدر فرسخ قال فأقبل على جنوده فقال أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك الذي أنت فيه إلى الحين الذي تقوم إلى غدائك قال قال سليمان من يأتيني به قبل ذلك قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فنظر إليه سليمان فلما وقع كلامه رد سليمان بصره على العرش فرأى سريرها قد خرج ونبع من تحت كرسيه فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلوني أأشكر إذ أتاني به قبل أن يرتد إلى طرفي أم أكفر إذ جعل من تحت يدي أقدر على المجئ به منى قال فوضعوا لها عرشها قال فما جاءت قعدت إلى سليمان قيل لها أهكذا عرشك فنظرت إليه فقالت كأنه هو ثم قالت لقد تركته في حصوني وتركت الجنود محيطة به فكيف جئ بهذا يا سليمان إني أريد أن أسألك عن شئ فأخبرنيه قال سلى قالت أخبرني عن ماء رواء لامن سماء ولا من أرض قال وكان إذا جاء سليمان شئ لا يعلمه بدأ فسأل الانس عنه فإن كان عند الانس فيه علم وإلا سأل الجن فإن لم يكن عند الجن علم به سأل الشياطين قال فقالت له الشياطين ما أهون هذا يا رسول الله مر الخيل فلتجر ثم تملأ الآنية من عرقها فقال لها سليمان عرق الخيل قالت صدقت قالت أخبرني عن لون الرب قال قال ابن عباس فوثب سليمان عن سريره فخر ساجدا قال العباس قال على فأخبرني عمرو بن عبيد عن الحسن قال صعق فغشى عليه فخر عن سريره ثم رجع إلى حديثه قال فقامت عنه وتفرقت عنه جنوده وجاءه الرسول فقال يا سليمان يقول لك ربك ما شأنك قال سألتني عن أمريكا برني أو يكابدني أن أعيده قال فان الله يأمرك أن تعود إلى سريرك فتقعد عليه وترسل إليها والى من حضرها من جنودها وترسل إلى جميع جنودك
(٣٤٨)