ولا يخوض بهما السيل فلما رآه قال هذا هو لا شك فيه هذا يرحم البهائم فهو بالناس أرحم قال فوضع القرن على رأسه ففاض * حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه قال لما سلمت بنو إسرائيل الملك لطالوت أوحى الله إلى نبي بني إسرائيل أن قل لطالوت فليغز أهل مدين فلا يترك فيها حيا إلا قتله فانى سأظهره عليهم فخرج بالناس حتى أتى مدين فقتل من كان فيها إلا ملكهم فإنه أسره وساق مواشيهم فأوحى الله إلى اشمويل ألا تعجب من طالوت إذ أمرته بأمري فاختل فيه فجاء بملكهم أسيرا وساق مواشيهم فالقه فقل له لأنزعن الملك من بيته ثم لا يعود فيه إلى يوم القيامة فانى انما أكرم من أطاعني وأهين من هان عليه أمري فلقيه فقال له ما صنعت لم جئت بملكهم أسيرا ولم سقت مواشيهم قال إنما سقت المواشي لأقربها قال له اشمويل إن الله قد نزع من بيتك الملك ثم لا يعود فيه إلى يوم القيامة فأوحى الله إلى اشمويل انطلق إلى إيشى فيعرض عليك بنيه فادهن الذي آمرك بدهن القدس يكن ملكا على بني إسرائيل فانطلق حتى أتى ايشى فقال اعرض على بنيك فدعا ايشى أكبر ولده فاقبل رجل جسيم حسن المنظر فلما نظر إليه اشمويل أعجبه فقال الحمد لله إن الله بصير بالعباد فأوحى الله إليه إن عينيك تبصران ما ظهروانى أطلع على ما في القلوب ليس بهذا * فقال ليس بهذا اعرض على غيره فعرض عليه ستة في كل ذلك يقول ليس بهذا اعرض على غير فقال هل لك من ولد غيرهم فقال بلى لي غلام امغر وهو راع في الغنم قال ارسل إليه فلما أن جاء داود جاء غلام امغر فدهنه بدهن القدس وقال لأبيه اكتم هذا فان طالوت لو يطلع عليه قتله فسار جالوت في قومه إلى بني إسرائيل فعسكر وسار طالوت ببنى إسرائيل وعسكر وتهيؤا للقتال فأرسل جالوت إلى طالوت لم يقتل قومي وقومك ابرزلى أو ابرزلى من شئت فان قتلتك كان الملك لي وان قتلتني كان لك فأرسل طالوت في عسكره صائحا من يبرز لجالوت ثم ذكر قصة طالوت وجالوت وقتل داود إياه وما كان من طالوت إلى داود * قال أبو جعفر وفى هذا الخبر بيان ان داود قد كان الله حول الملك
(٣٣٧)