بني إسرائيل في زمانه طاعون جارف فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس يدعون الله ويسألونه كشف ذلك البلاء عنهم فاستجيب لهم فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا * وكان ذلك فيما قيل لاحد عشرة سنة مضت من ملكه وتوفى قبل أن يستتم بناءه فأوصى إلى سليمان باستتمامه وقتل القائد الذي قتل أخاه فلما دفنه سليمان نفذ لامره في القائد وقتله واستتم بناء المسجد وقيل في بناء داود ذلك المسجد ما حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال حدثني إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد ابن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول إن داود أراد أن يعلم عدد بني إسرائيل كم هم فبعث لذلك عرفاء و نقباء وأمرهم أن يرفعوا إليه ما بلغ عددهم فعتب الله عليه ذلك وقال قد علمت أنى وعدت إبراهيم أن أبارك فيه وفى ذريته حتى أجعلهم كعدد نجوم السماء وأجعلهم لا يحصى عددهم فأردت أن تعلم عدد ما قلت إنه لا يحصى عددهم فاختاروا بين أن أبتليكم بالجوع ثلاث سنين أو أسلط عليكم العدو ثلاثة أشهر أو الموت ثلاثة أيام فاستشار داود في ذلك بني إسرائيل فقالوا ما لنا بالجوع ثلاث سنين صبر ولا بالعدو ثلاثة أشهر فليس لهم بقية فإن كان لابد فالموت بيده لا بيد غيره فذكر وهب بن منبه أنه مات منهم في ساعة من نهار ألوف كبيرة لا يدرى ما عددهم فلما رأى ذلك داود شق عليه ما بلغه من كثرة الموت فتبتل إلى الله ودعاه فقال يا رب أنا آكل الحماض وبنو إسرائيل يضرسون أنا طلبت ذلك فأمرت به بني إسرائيل فما كان من شئ فبي واعف عن بني إسرائيل فاستجاب الله له ورفع عنهم الموت فرأى داود الملائكة سالين سيوفهم يغمدونها يرتقون في سلم من ذهب من الصخرة إلى السماء فقال داود هذا مكان ينبغي أن يبنى فيه مسجد فأراد داود أن يأخذ في بنائه فأوحى الله إليه أن هذا بيت مقدس وأنك قد صبغت يدك في الدماء فلست ببانيه ولكن ابن لك أملكه بعدك أسميه سليمان أسلمه من الدماء فلما ملك سليمان بناءه وشرفه وكان عمر داود فيما وردت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة سنة وأما بعض أهل الكتب فإنه زعم أن عمره كان سبعا وسبعين سنة وأن مدة ملكه كانت أربعين سنة
(٣٤٣)