ذلك ونثل ما كان طم وغور من الأنهار والقنى وكرى ما كان اندفن من المياه حتى أعاد كل ذلك فيما ذكر إلى أحسن ما كان ووضع عن الناس الخراج سبع سنين فرفعه عنهم فعمرت بلاد فارس في ملكه وكثرت المياه فيها ودرت معايش أهلها واستخرج بالسواد نهرا وسماه الزاب وأمر فبنيت على حافتيه مدينة وهى التي تسمى المدينة العتيقة وكورها كورة وسماها الزوابى وجعل لها ثلاثة طساسيج منها طسوج الزاب الاعلى ومنها طسوج الزاب الأوسط ومنها طسوج الراب الأسفل وأمر بحمل بزور الرياحين من الجبال إليها وأصول الأشجار وبذر ما يبذر من ذلك وغرس ما يغرس منه وكان أول من اتخذ له ألوان الطبيخ وأمر بها وبأصناف الأطعمة وأعطى جنوده مما غنم من الخيل والركاب مما أوجف عليه من أموال الترك وغيرهم وقال يوم ملك وعقد التاج على رأسه نحن متقدمون في عمارة ما أخر به الساحر فراسيات وكان له كرشاسب بن أثرط بن سهم بن نريمان بن طورك بن شيراسب بن اروشسب بن طوج بن افريذون الملك وقد نسبه بعض نسابي الفرس غير هذا النسب فيقول هو كرشاسف بن أساس بن طهموس بن أشك بن نرس بن رحر بن دورسرو بن منوشهر الملك موازرا له على ملكه ويقول بعضهم كان زوو كرشاسب مشتركين في الملك والمعروف من أمرهما أن الملك كان لزو بن طهماسب وأن كرشاسب كان له موازرا ومعينا وكان كرشاسب عظيم الشأن في أهل فارس غير أنه لم يملك فكان جميع ملك زو إلى أن انقضى ومات فيما قيل ثلاث سنين * ثم ملك بعد زو كيقباذ وهو كيقباذ بن زاغ بن نوحياه بن ميسو ابن نوذر بن منوشهر وكان متزوجا بقرتك ابنة تدرسيا التركي وكان تدرسيا من رؤس الأتراك وعظمائهم فولدت له كي افنه وكى كاوس وكى أرش وكيبه أرش وكيفا شين وكيبيه وهؤلاء هم الملوك الجبابرة وآباء الملوك الجبابرة وقيل إن كيقباذ قال يوم ملك وعقد التاج على رأسه نحن مدوخون بلاد الترك ومجتهدون في إصلاح بلادنا حدبون عليها وأنه قد رمياه الأنهار والعيون لشرب الأرضين وسمى البلاد بأسمائها حدها بحدودها وكور الكور وبين حين كل وكورة منها
(٣٢١)