ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين قال له إسحاق أشد درباطى حتى لا اضطرب واكفف عن ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمى شئ فتراه سارة فتحزن وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت على وإذا أتيت سارة فاقرأ عليها السلام فأقبل عليه إبراهيم عليه السلام يقبله وقد ربطه وهو يبكى وإسحاق يبكى حتى استنقع الدموع تحت خد إسحاق ثم إنه جر السكين على حلقه فلم يحك السكين وضرب الله عز وجل صفيحة من نحاس على حلق إسحاق فلما رأى ذلك ضرب به على جبينه وحز في قفاه فذلك قوله عز وجل (فلما أسلما وتله للجبين) يقول سلما لله الامر فنودي يا إبراهيم قد صدقت الرويا بالحق التفت فإذا بكبش فأخذه وخلى عن ابنه فأكب على ابنه يقبله وبقول يا بنى اليوم وهبت لي فذلك قوله عز وجل (وفديناه بذبح عظيم) فرجع إلى سارة فأخبرها الخبر فجزعت سارة وقالت يا إبراهيم أردت أن تذبح ابني ولا تعلمني * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد ابن إسحاق قال كان إبراهيم فيما يقال إذا زارها يعنى هاجر حمل على البراق يغدو من الشأم فيقيل بمكة ويروح من مكة فيبيت عند أهله بالشام حتى إذا بلغ معه السعي وأخذ بنفسه ورجاه لما كان يأمل فيه من عبادة ربه وتعظيم حرماته أرى في المنام أن يذبحه * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم أن إبراهيم حين أمر بذبح ابنه قال له يا بني خذ الحبل والمدية ثم انطلق بنا إلى هذا الشعب لنحطب أهلك منه قبل أن يذكر له شيئا مما أمر به فلما وجه إلى الشعب اعترضه عدو الله إبليس ليصده عن أمر الله في صورة رجل فقال أين تريد أيها الشيخ قال أريد هذا الشعب لحاجة لي فيه فقال والله انى لارى الشيطان قد جاءك في منامك فامرك بذبح بنيك هذا فأنت تريد ذبحه فعرفه إبراهيم فقال إليك عنى أي عدو الله فوالله لا مضين لأمر ربى فيه فلما يئس عدو الله إبليس من إبراهيم اعترض إسماعيل وهو وراء إبراهيم يحمل الحبل والشفرة فقال له يا غلام هل تدرى أين يذهب بك أبوك قال يحطب أهلنا من هذا الشعب قال والله ما يريد الا ان يذبحك قال لم قال زعم أن ربه أمره بذلك قال فليفعل
(١٩٢)