منه لصبره على ما أمر به فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لان إسحاق أبو هم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار وعمرو بن عبيد عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه كان لا يشك في ذلك أن الذي أمر بذبحه من ابني إبراهيم إسماعيل * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق سمعت محمد بن كعب القرظي يقول ذلك كثيرا * وأما الدلالة من القرآن التي قلنا إنها على أن ذلك إسحاق أصح فقوله تعالى مخبرا عن دعاء خليله إبراهيم حين فارق قومه مهاجرا إلى ربه إلى الشأم مع زوجته سارة قال (إني ذاهب إلى ربى سيهدين; رب هب لي من الصالحين) وذلك قبل أن يعرف هاجر وقبل أن تصير له أم إسماعيل ثم أتبع ذلك ربنا عز وجل الخبر عن إجابته دعاءه وتبشيره إياه بغلام حليم ثم عن رؤيا إبراهيم أنه يذبح ذلك الغلام حين بلغ معه السعي ولا يعلم في كتاب الله عز وجل تبشير لإبراهيم بولد ذكر إلا بإسحاق وذلك قوله " وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب " وقوله " فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم " ثم ذلك كذلك في كل موضع ذكر فيه تبشير إبراهيم بغلام فإنما ذكر تبشير الله إياه به من زوجته سارة فالواجب أن يكون ذلك في قوله فبشرناه بغلام حليم نظير ما في سائر سور القرآن من تبشيره إياه به من زوجته سارة * وأما اعتلال من اعتل بأن الله لم يكن يأمر إبراهيم يذبح إسحاق وقد أتته البشارة من الله قبل ولادته بولادته وولادة يعقوب منه من بعده فإنها علة غير موجبة صحة ما قال وذلك أن الله تعالى انما أمر إبراهيم يذبح إسحاق بعد إدراك إسحاق السعي وجائز أن يكون يعقوب ولد له قبل أن يؤمر أبو ه بذبحه وكذلك لا وجه لاعتلال من اعتل في ذلك بقرن الكبش أنه رآه معلقا في الكعبة وذلك أنه غير مستحيل أن يكون حمل من الشأم إلى الكعبة فعلق هنالك
(١٩٠)