فترحمني وأنظر أنا إلى الشفرة فأجزع ولكن أدخل الشفرة من تحتي وامض لأمر الله فذلك قوله تعالى " فلما أسلما وتله للجبين " فلما فعل ذلك ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين * وكان ممن امتحن الله به إبراهيم عليه السلام وابتلاه به بعد ابتلائه إياه بما كان من أمره وأمر نمرود بن كوش ومحاولته احراقه بالنار وابتلائه بما كان من أمره إياه بذبح ابنه بعد أن بلغ معه السعي ورجا نفعه ومعونته على ما يقربه من ربه عز وجل ورفعه القواعد من البيت ونسكه المناسك ابتلاؤه جل جلاله بالكلمات التي أخبر الله عنه أنه ابتلاه بهن فقال (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) وقد اختلف السلف من علماء الأمة في هذه الكلمات التي ابتلاه الله بهن فأتمهن فقال بعضهم ذلك ثلاثون سهما وهى شرائع الاسلام ذكر من قال ذلك * حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الاعلى قال حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " قال قال ابن عباس لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم عليه السلام ابتلاه الله تعالى بكلمات فأتمهن قال فكتب الله تعالى له البراءة فقال (وإبراهيم الذي وفى) عشر منها في الأحزاب وعشر منها في براءة وعشر منها في المؤمنين وسأل سائل وقال إن هذا الاسلام ثلاثون سهما * حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي قال حدثنا خالد الطحان عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال ما ابتلى أحد بهذا الدين فقام به كله غير إبراهيم عليه السلام ابتلى بالاسلام فأتمه فكتب الله له البراءة فقال " وإبراهيم الذي وفى " فذكر عشرا في براءة (التائبون العابدون الحامدون) وعشرا في الا حزب (إن المسلمين والمسلمات) وعشرا في سورة المؤمنين إلى قوله تعالى (والذين هم على صلواتهم يحافظون) وعشرا في سأل سائل (والذين هم على صلواتهم يحافظون) * وحدثني عبد الله بن أحمد المروزي قال حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا خارجة بن مصعب عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال الاسلام
(١٩٦)