يأتيهم عذاب يوم عقيم) فسمى تعالى ذكره يوم القيامة يوما عقيما إذ كان يوما لا ليل بعد مجيئه وإنما أريد بتسمية ما سمى أياما قبل خلق الشمس والقمر قدر مدة الف عام من أعوام الدنيا التي العام منها اثنا عشر شهرا من شهور أهل الدنيا التي تعد ساعاتها وأيامها بقطع الشمس والقمر درج الفلك كما سمى بكرة وعشيا لما يرزقه أهل الجنة في قدر المدة التي كانوا يعرفون ذلك من الزمان في الدنيا بالشمس ومجراها في الفلك ولا شمس عندهم ولا ليل وبنحو الذي قلنا في ذلك قال السلف من أهل العلم ذكر بعض من حضرنا ذكره ممن قال ذلك * حدثني القاسم قال حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد أنه قال يقضى الله عز وجل أمر كل شئ ألف سنة إلى الملائكة ثم كذلك حتى يمضى ألف سنة ثم يقضى أمر كل شئ ألفا ثم كذلك أبدا قال (يوم كان مقداره ألف سنة) قال اليوم أن يقول لما يقضى إلى الملائكة ألف سنة كن فيكون ولكن سماه يوما سماه كما شاء كل ذلك عن مجاهد قال وقوله تعالى (وإن يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون) قال هو هو سواء وبنحو الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخبر بأن الله جل جلاله خلق الشمس والقمر بعد خلقه السماوات والأرض وأشياء غير ذلك ورد الخبر عن جماعة من السلف أنهم قالوه ذكر الخبر عمن قال ذلك منهم * حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا ابن يمان حدثنا سفيان عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن مجاهد عن ابن عباس (فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) قال قال الله عز وجل للسموات أطلعي شمسي وقمري ونجومي وقال الأرض شققي أنهارك وأخرجي ثمارك فقالتا أتينا طائعين * حدثنا بشر بن معاذ حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة (وأوحى في كل سماء أمرها) خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها فقد بينت هذه
(١٧)