صلى الله عليه وسلم ما يوم الأحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله فيه الأرض وكبسها قالوا فالإثنين قال خلق الله فيه آدم قالوا فالثلاثاء قال خلق فيه الجبال والماء وكذا وكذا وما شاء الله قالوا فيوم الأربعاء قال الأقوات قالوا فيوم الخميس قال خلق السماوات قالوا فيوم الجمعة قال خلق الله في ساعتين الليل والنهار ثم قالوا السبت وذكروا الراحة قال سبحان الله فأنزل الله تبارك وتعالى (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) فقد بين هذان الخبران اللذان رويناهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشمس والقمر خلقا بعد خلق الله أشياء كثيرة من خلقه وذلك أن حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد بأن الله خلق الشمس والقمر يوم الجمعة فإن كان ذلك كذلك فقد كانت الأرض والسماء وما فيهما سوى الملائكة وآدم مخلوقة قبل خلق الله الشمس والقمر وكان ذلك كله ولا ليل ولا نهار إذ كان الليل والنهار إنما هو اسم لساعات معلومة من قطع الشمس والقمر درج الفلك وإذا كان صحيحا أن الأرض والسماء وما فيهما سوى ما ذكرنا قد كانت ولا شمس ولا قمر كان معلوما أن ذلك كله كان ولا ليل ولا نهار وكذلك حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عنه أنه قال خلق الله النور يوم الأربعاء يعنى بالنور الشمس إن شاء الله * فإن قال لنا قائل قد زعمت أن اليوم إنما هو اسم لميقات ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس ثم زعمت الآن أن الله خلق الشمس والقمر بعد أيام من أول ابتدائه خلق الأشياء التي خلقها فأثبت مواقيت وسميتها بالأيام ولا شمس ولا قمر وهذا أن لم تأت ببرهان على صحته فهو كلام ينقض بعضه بعضا * قيل إن الله سمى ما ذكرته أياما فسميته بالاسم الذي سماه به وكان وجه تسمية ذلك أياما ولا شمس ولا قمر نظير قول عز وجل (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) ولا بكرة ولا عشى هنا لك إذا كان لا ليل في الآخرة ولا شمس ولا قمر كما قال جل وعز (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو
(١٦)