سنة وأنزل عليه ثلاثون صحيفة وأول من خط بعد آدم وجاهد في سبيل الله وقطع الثياب وخاطها وأول من سبى من ولد قابيل فاسترق منهم وكان وصى والده يرد فيما كان آباؤه أوصوا به إليه وفيما أوصى به بعضهم بعضا وذلك كله من فعله في حياة آدم قال وتوفى آدم عليه السلام بعد أن مضى من عمر خنوخ ثلثمائة سنة وثماني سنين تتمة تسعمائة وثلاثين سنة التي ذكرنا أنها عمر آدم قال ودعا خنوخ قومه ووعظهم وأمرهم بطاعة الله عز وجل ومعصية الشيطان وألا يلابسوا ولد قابيل فلم يقبلوا منه وكانت العصابة بعد العصابة من ولد شيث تنزل إلى ولد قابيل قال وفى التوراة إن الله تبارك وتعالى رفع إدريس بعد ثلثمائة سنة وخمس وستين سنة مضت من عمره وبعد خمسمائة سنة وسبع وعشرين سنة مضت من عمر أبيه فعاش أبو ه بعد ارتفاعه أربعمائة وخمسا وثلاثين سنة تمام تسعمائة واثنتين وستين سنة وكان عمر يا رد تسعمائة واثنتين وستين سنة وولد خنوخ وقد مضت من عمر يارد مائة واثنتان وستون سنة * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال اخبرني هشام قال اخبرني أبى عن أبي صالح عن ابن عباس قال في زمان يرد عملت الأصنام ورجع من رجع عن الاسلام * وقد حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال حدثني عمى قال حدثني الماضي بن محمد عن أبي سليمان عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري قال قال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يا أبا ذر أربعة يعنى من الرسل سريانيون آدم وشيث ونوح وخنوخ وهو أول من خط بالقلم وأنزل الله تعالى على خنوخ ثلاثين صحيفة * وقد زعم بعضهم أن الله بعث إدريس إلى جميع أهل الأرض في زمانه وجمع له علم الماضين وإن الله عز وجل زاده مع ذلك ثلاثين صحيفة قال فذلك قول الله عز وجل (إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى) وقال يعنى بالصحف الأولى التي أنزلت على ابن آدم هبة الله وإدريس عليهما السلام وقال بعضهم ملك بيو راسب في عهد إدريس وقد كان وقع إليه كلام من كلام آدم صلوات الله عليه فاتخذه في ذلك الزمان سحرا وكان بيور أسب يعمل به وكان إذا أراد شيئا من جميع مملكته أو أعجبته دابة
(١١٦)