والطنابير والمعازف فانهمك ولد قايين في اللهو وتناهى خبرهم إلى من بالجبل من نسل شيث فهم منهم مائة رجل بالنزول إليهم وبمخالفة ما أوصاهم به آباؤهم وبلغ ذلك يارد فوعظهم ونهاهم فأبوا إلا تماديا ونزلوا إلى ولد قايين فأعجبوا بما رأوا منهم فلما أرادوا الرجوع حيل بينهم وبين ذلك لدعوة سبقت من آبائهم فلما أبطأوا بمواضعهم ظن من كان في نفسه زيغ ممن كان بالجبل أنهم أقاموا اعتباطا فتسايلوا ينزلون عن الجبل ورأوا اللهو فأعجبهم ووافقوا نساء من ولد قايين متسرعات إليهم وصرن معهم وانهمكوا في الطغيان وفشت الفاحشة وشرب الخمر * قال أبو جعفر وهذا القول غير بعيد من الحق وذلك أنه قول قد روى عن جماعة من سلف علماء أمة نبينا صلى الله عليه وسلم نحو منه وإن لم يكونوا بينوا زمان من حدث ذلك في ملكه سوى ذكرهم أن ذلك كان فيما بين آدم ونوح صلى الله عليهما وسلم ذكر من روى ذلك عنه حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا داود يعنى ابن أبي الفرات قال حدثنا علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس أنه تلا هذه الآية (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) قال كانت فيما بين نوح وإدريس وكانت ألف سنة وأن بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبل وكان رجال الجبل صباحا وفى النساء دمامة وكان نساء السهل صباحا وفى الرجال دمامة وأن إبليس أتى رجلا من أهل السهل في صورة غلام فأجر نفسه منه وكان يخدمه واتخذ إبليس شيئا مثل الذي يزمر فيه الرعاء فجاء فيه بصوت لم يسمع الناس مثله فبلغ ذلك من حولهم فانتابوهم يسمعون إليه واتخذوا عيدا يجتمعون إليه في السنة فتتبرج النساء للرجال قال وينزل الرجال لهن وأن رجلا من أهل الجبل هجم عليهم وهم في عيدهم ذلك فرأى النساء وصباحتهن فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك فتحولوا إليهن فنزلوا عليهن فظهرت الفاحشة فيهن فهو قول الله عز وجل (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا ابن أبي غنية عن
(١١٣)