أبيه عن الحكم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قال كان بين آدم ونوح ثمانمائة سنة وكان نساؤهم أقبح ما يكون من النساء ورجالهم حسان فكانت المرأة تريد الرجل على نفسها فأنزلت هذه الآية ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرني هشام قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال لم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفا ببوذ ورأى آدم فيهم الزنا وشرب الخمر والفساد فأوصى أن لا يناكح بنو شيث بنى قابيل فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليه حافظا لا يقربه أحد من بني آدم وكان الذين يأتونه ويستغفر لهم من بنى شيث فقال مائة من بنى شيث صباح لو نظرنا إلى ما فعل بنو عمنا يعنون بنى قابيل فهبطت المائة إلى نساء صباح من بنى قابيل فاحتبس النساء الرجال ثم مكثوا ما شاء الله ثم قال مائة آخرون لو نظرنا ما فعل إخوتنا فهبطوا من الجبل فاحتبسهم النساء ثم هبط بنو شيث كلهم فجاءت المعصية وتناكحوا فاختلطوا وكثر بنو قابيل حتى ملكوا الأرض وهم الذين غرقوا أيام نوح. وأما نسابو الفرس فقد ذكرت ما قالوا في مهلائيل بن قينان وأنه هو أو شهنج الذي ملك الأقاليم السبعة وبينت قول من خالفهم في ذلك من نسابي العرب فإن كان الامر فيه كالذي قاله نسابو الفرس فإني حدثت عن هشام بن محمد بن السائب أنه هو أول من قطع الشجر وبنى البناء وأول من استخرج المعادن وفطن الناس لها وأمر أهل زمانه باتخاذ المساجد وبنى مدينتين كانتا أول ما بنى على ظهر الأرض من المدائن وهما مدينة بابل بسواد الكوفة ومدينة السوس فكان ملكه أربعين سنة وأما غيره فإنه قال هو أول من استنبط الحديد في ملكه فاتخذ منه الأدوات للصناعات وقدر المياه في مواضع المنافع وحض الناس على الحراثة والزراعة والحصاد واعتمال الأعمال وأمر بقتل السباع الضارية واتخاذ الملابس من جلودها والمفارش وبذبح البقر والغنم والوحش والاكل من لحومها وأن ملكه كان أربعين سنة وأنه بنى مدينة الري قالوا وهى أول مدينة بنيت بعد مدينة جيومرت التي كان يسكنها بدنباوند من طبرستان * وقالت الفرس إن أو شهنج هذا
(١١٤)