قال أبو العباس: ابتدأت بالنظر في العربية والشعر واللغة في سنة ست عشرة. وحذقت العربية وحفظت كتب الفراء. (كلها) حتى لم يشذ عنى حرف منها. ولى خمس وعشرون سنة (وكنت أعني بالنحو أكثر من عنايتي بغيره، فلما أتقنته أكببت على الشعر والمعاني والغريب. ولزمت أبا عبد الله بن الاعرابي بضع عشرة سنة). قال أبو العباس: واذكر يوما وقد صار إليه أحمد بن سعيد وانا عنده وجماعة منهم السدوي (1) وأبو العالية، فأقام عنده وتذاكرنا شعر الشماخ وأخذوا في البحث عن معانيه والمسألة عنه فجعلت أجيب ولا أتوقف وابن الاعرابي يسمع (2)، حتى اتينا على معظم شعره، فالتفت إليه أحمد بن سعيد يعجبه منى. وتوفى أبو العباس سنة إحدى وتسعين ومايتين.
ودفن في جوار داره بقرب باب الشام. وله من الكتب، كتاب المصون في النحو. وجعله حدودا. كتاب اختلاف النحويين. كتاب معاني القرآن. كتاب الموفقي مختصر في النحو (كتاب ما يلحن فيه العامة). كتاب القراءات. كتاب معاني الشعر. كتاب التصغير. كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف. كتاب ما يجرى وما لا يجرى (3). كتاب الشواذ.
كتاب الأمثال. كتاب الايمان والدواهي. كتاب الوقف والابتداء. كتاب استخراج الألفاظ من الاخبار. كتاب الهجاء. كتاب الأوسط، رأيته. كتاب غرائب القراءات (4). لطيف. كتاب المسائل. كتاب حد النحو. كتاب تفسير كلام ابنة الخس (5) (كتاب الفصيح). ولأبي العباس مجالسات أملاها على أصحابه في مجالسه، تحتوي على قطعة من النحو واللغة والاخبار ومعاني القرآن والشعر مما سمع وتكلم عليه. روى ذلك عنه جماعة منهم أبو بكر بن الأنباري وأبو عبد الله اليزيدي وأبو عمر الزاهد وابن درستويه وابن مقسم. وعمل أبو العباس قطعة من اشعار الفحول وغيرهم، منها الأعشى والنابغتان وطفيل والطرماح وغير ذلك.
ومن أصحابه أبو محمد عبد الله بن محمد الشامي على مذهب الكوفيين وله من الكتب، كتاب مسائل مجموعة.
وابن الحائك (6) واسمه هارون، يهودي من أهل الحيرة من غلمان أبى العباس. ومتقدما عنده وعارف بالنحو على مذهب الكوفيين. وكان يناظر المبرد، فيقال انه ناظره يوما فقال له المبرد: انى أرى لك فهما فلا تكابر، فقال له ابن الحائك (6): يا أبا العباس، أيدك الله، خبزنا ومعاشنا. فقال له أبو العباس: ان كان خبزك ومعاشك فكابر إذا كابر. وله من الكتب، كتاب العلل في النحو. (ورأيت منه شيئا يسيرا). كتاب الغريب للهاشمي (7).
اختلف فيه فقيل ان الهاشمي (7) (واسمه..) الفه عن ثعلب. وقيل الفه الهاشمي (7) قريب لثعلب وأحسبه أحمد بن إبراهيم المؤلف له. (والصحيح ان الهاشمي صاحب المبرد وعنه الف الكتاب).
اخبار أبى محمد قاسم الأنباري وابنه أبى بكر (8) أبو محمد قاسم بن محمد بن بشار الأنباري من أهل الأنبار. لقى سلمة وأمثاله من أصحاب الفراء. ولقى جماعة من اللغويين وكان اخباريا. وله من الكتب، كتاب خلق الانسان. كتاب خلق الفرس. كتاب الأمثال. كتاب