وجنانا جنانا، وأشجارا أشجارا، وغصونا غصونا ذات فروع وثمار، بهجة المنظر، ونور بهى بألوان شتى، بعضها أطيب وأزهر من بعض، وغماما غماما، وظلا ظلا (1). وذلك الاله النير في هذه الأرض أزلي. قال: وللإله في هذه الأرض عظمات اثنى عشر، يسمون الأبكار، صورهم كصورته كلها علماء عاظون (2). قال: وعظمات ويسمون العمار العالمون الأقوياء. قال: والنسيم حياة العالم.
صفة ارض الظلمة وحرها قال ماني: أرضها ذات أعماق وأغوار وأقطار واطباق وردوم وغياض وآجام. ارض متفرقة متشعبة. مملوة حرشات وينابيع دخان منها من بلاد، بلاد. ومن ردم، ردم وتتبع النار منها (3) من بلاد، بلاد. وتتبع الظلمة (4) من بلاد بلاد وبعض ذلك ارفع من بعض، وبعضه أسفل. والدخان الذي ينبع منه، وهو حمة الموت ينبع من ينبوع غور، قواعده من الوفية ربوات (5). وعناصر النار، وعناصر الريح الشديد المظلمة، وغياض الماء القبل (6). والظلمة مجاورة لتلك الأرض النيرة فوق، وتلك أسفل، لا نهاية لواحد منها في جهة العلو، والظلمة من جهة السفل.
كيف ينبغي للانسان ان يدخل في الدين قال: ينبغي للذي يريد الدخول في الدين ان يمتحن نفسه، فان رآها تقدر على قمع الشهوة والحرص وترك اكل اللحمان وشرب الخمر والتناكح وترك أذية الماء والنار والشجر والنبات (7) فليدخل في الدين. وان لم يقدر على ذلك كله. فلا يدخل في الدين. وان كان يحب الدين، ولم يقدر على قمع الشهوة والحرص، فليغتنم حفظ الدين والصديقين، وليكن له بإزاء أفعاله القبيحة. أوقات يتجرد فيها للعمل والبر والتهجد، والمسألة والتضرع. فان ذلك يدفعه (8) في عاجله وآجله. وتكون صورته الصورة الثانية في المعاد، ونحن نذكرها فيما بعد، انشاء الله (تعالى).
الشريعة التي جاء بها ماني والفرائض التي فرضها فرض ماني على أصحابه عشر فرائض على السماعين، ويتبعها ثلاث خواتيم، وصيام سبعة أيام ابدا في كل شهر. فالفرائض هي، الايمان بالعظائم الأربع، الله، ونوره، وقوته، وحكمته. فالله جل اسمه ملك جنان النور.
ونوره الشمس والقمر. وقوته الأملاك الخمسة، وهي النسيم والريح والنور والماء والنار. وحكمته، الدين المقدس، وهو على خمسة معاني. المعلمين (9)، أبناء الحلم. المستمعين (10)، أبناء العلم. القسيسين، أبناء العقل. الصديقين، أبناء الغيب. السماعين، أبناء الفطنة. والفرائض الشعر، ترك عبادة الأصنام، ترك الكذب، ترك البخل، ترك القتل، ترك الزنا، ترك السرقة. وتعليم العلل والسحر، والقيام بهمتين وهو الشك في الدين والاسترخاء والتواني في العمل.
وفرض صلوات أربع أو سبع وهو ان يقوم الرجل فيمسح بالماء الجاري أو غيره، ويستقبل النير الأعظم قائما. ثم يسجد ويقول في سجوده: