بسم الله الرحمن الرحيم الفن الثالث - من المقالة الأولى من الكتاب الفهرست في اخبار العلماء وأسماء كتبهم ويحتوي هذا الفن على نعت الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وأسماء الكتب المؤلفة فيه واخبار القراء السبعة وغيرهم ومصنفاتهم قال محمد بن إسحاق: حدثنا أبو الحسن محمد بن يوسف الناقط قال: حدثني يحيى بن محمد أبو القاسم قال:
حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري، عن عبيد بن السلف، ان زيد بن ثابت حدثه قال: أرسلت إلى أبى بكر فأتيته فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر ان عمر أتاني فقال لي: ان القتل قد استحر بالقراء يوم اليمامة، وإني أخشى ان يستحر القتل في القراء في المواطن كلها فيذهب كثير من القرآن، فأرى ان يجمع القرآن بحال، فقلت لعمر: كيف افعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله له صدري ورأيت ذلك الذي رآه عمر. قال زيد بن ثابت: قال أبو بكر انك رجل شاب عاقل لا نتهمك. قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن واجمعه. قال زيد فوالله لنقل جبل من الجبال ما كان أثقل على من الذي امرني به من جمع القرآن. أجمع من الرقاع واللخاف والعسب وصدور الرجال، حتى وجدت سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حتى خاتمة السورة. فكانت الصحف عند أبي بكر حياته، حتى توفاه الله.
ثم عند عمر حتى توفاه الله. ثم عند حفصة ابنة عمر.
قال محمد بن إسحاق: روى الثقة ان حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان وكان بالعراق وقال لعثمان:
أدرك هذه الأمة قبل ان اختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة ان أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فامر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف. وقال للرهط من قريش إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم، ففعل ذلك حتى إذا