اخبار الأثرم صاحب الأصمعي وأبى عبيدة وهو أبو الحسن علي بن المغيرة الأثرم. روى عن جماعة من العلماء وعن فصحاء الاعراب. وروى كتب أبى عبيدة والأصمعي وكان لا يفارقهما (1). قال ثعلب: كنا (2) عند الأثرم صاحب الأصمعي وهو يملي شعر الراعي، قال: فلما استتم المجلس وضع الكتاب من يده. وكان معي (3) يعقوب ابن السكيت، فقال لا بد (من) ان أسأله عن أبيات للراعي (4) قال: فقلت لا تفعل فلعله لا يحضره جواب فتكون قد هجنته على رؤوس الملا، قال: لا بد من ذلك ثم وثب فقال ما تقول في قول الراعي:
وأفضن بعد كظومهن بحرة (5) * من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا قال: فتلجلج الشيخ وتنحنح ولم يجب بشئ. فقال فما تقول في بيته:
كدخان مرتجل (6) بأعلى تلعة * غرثان ضرم عرفجا مبلولا قال: فعاد إلى تلك الصورة ورأينا في وجهه الكراهية والانكار. فقال الأثرم: مثقل استعان بذقنه (7) فقال يعقوب هذا تصحيف، انما هو بذقنه (8). فقال الأثرم تريد الرياسة بسرعة. ودخل بيته.
معنى المثل. قال يعقوب: ان البعير إذا حمل عليه فأثقله الحمل، مد عنقه واعتمد على ذقنه، فلا يكون له في ذلك راحة. يقال للرجل إذا تكلف أمرا، أو نزل عليه أمر فضعف عنه فاستعان بأضعف منه عليه.
هذا معنى المثل.
وتوفى الأثرم سنة ثلاثين ومايتين. وله من الكتب، كتاب النوادر. كتاب غريب الحديث.
اخبار الجرمي قرأت بخط أبى الحسين (9) الخزاز، أبو عمر صالح بن إسحاق البجلي، مولى بجبلة بن أنمار بن أراش بن الغوث أخي الأزد بن الغوث. وقال أبو سعيد: وهو مولى لجرم بن ربان. وجرم (قبيلة) من قبائل العرب من اليمن. اخذ النحو عن الأخفش وغير، وقرأ كتاب سيبويه (على الأخفش ولقى يونس بن حبيب ولم يلق سيبويه). واخذ اللغة عن أبي زيد والأصمعي وطبقتهم. وقال أبو العباس المبرد: هو مولى لبجيلة بن أنمار، وتوفى الجرمي... وله من الكتب، (كتاب القوافي. كتاب التثنية والجمع.) كتاب الفرخ. كتاب الأبنية. كتاب العروض. كتاب مختصر نحو للمتعلمين (10) كتاب تفسير غريب سيبويه. كتاب الأبنية والتصريف.
اخبار المازني واسمه بكر بن محمد، من بنى مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
وكان أبوه محمد بن حبيب نحويا قارئا. وله مع أبي سرار (11) الغنوي خبر قد ذكرناه. أشخص الواثق المازني من البصرة لسبب شعر غنت فيه جارية وهو: