آيار أول يوم من أيار يعملون قربان السر للشمال وتشميس ويشمون الورد ويأكلون ويشربون. وفى يوم الثاني يعملون عيدا لابن السلام ونذورا، ويملؤون موائدهم كل طرفة وفاكهة وحلوا ويأكلون ويشربون.
حزيران يوم سبعة وعشرين منه، يعملون تشميس السر للشمال، للآله الذي يطير النشاب، وينصبون في هذا اليوم مائدة ويجعلون عليها سبعة أقسام للسبعة الآلهة للشمال، ويحضر الكمر قوسا فيوترها ويجعل فيها نشابة فيها بوصين في رأسه نار، وهو خشب ينبت في أراضي حران، عليه زئبر تشتعل النار فيه كما تشتعل في الشمع، ويرمى الكمر اثنى عشر سهما، ثم يمشى الكمر على يديه ورجليه كما يمشى الكلب، حتى يرد تلك السهام. يفعل ذلك خمس عشرة مرة وهو يقصم أي يتفأل، ان طفي ذلك البوصين فعنده ان العيد غير مقبول، وان لم يطفأ فقد قبل العيد.
تموز في النصف منه عيد البوقات، يعنى النساء المبكيات، وهو تاوز، عيد يعمل لتاوز الاله، وتبكي النساء عليه كيف فتله ربه وطحن عظامه في الرحا، ثم ذراها في الريح. ولا تأكل النساء شيئا مطحونا في رحا بل تأكلن حنطة مبلولة وحمصا وتمرا وزبيبا وما أشبه ذلك. وفى سبعة وعشرين منه يعمل الرجال سر الشمال للجن والشياطين والآلهة، ويعملون طرموسا كثيرا من دقيق وبطم وزبيب ميس وجوز مقشر، كما يعمل الرعاة، ويذبحون تسعة خرفان لهامان الرئيس أبى الآلهة، وقربانا لنمزيا (1). ويأخذ الرئيس من كل رجل منهم في هذا اليوم درهمين، ويأكلون ويشربون.
آب في ثمانية أيام منه، يعصرون خمرا حديثا للآلهة، ويسمونه بأسماء مختلفة كثيرة، ويضحون في هذا اليوم بصبي طفل حين يولد، للآلهة أولي الأصنام. يذبح الصبى ثم يصلق حتى يتهرى ويؤخذ لحمه فيعجن بدقيق السميذ وزعفران وسنبل وقرنفل وزيت، ويعمل منه أقراصا صغارا مثل التين، ويخبز في تنور جديد، ويكون لأهل السر للشمال، لكل سنة. ولا تأكل منه امرأة ولا عبد ولا ابن أمة ولا مجنون. ولا يطلع على ذبيحة هذا الطفل وعمله إذا عمل، الا الثلاثة كمرين. وما بقى من عظامه وأعضائه وغضاريفه وعروقه وأوراده، يحرقونه الكمريين قربانا للآلهة.
أيلول في ثلاثة أيام منه يطبخون ماء يستحمون به سرا للشمال لرئيس الجن وهو الاله الأعظم، ويطرحون في هذا الماء شيئا من طرفاء وشمع وصنوبر وقصب وشيطرج. ثم يغلونه، ويجعلون ذلك قبل ان تطلع الشمس، ويصبونه على أبدانهم مثل السحرة. ويذبحون في هذا اليوم ثمانية خرفان، سبعة للآلهة وواحدا لإله الشمال، ويأكلون في مجمعهم ويشرب كل واحد سبعة كاسات من خمر. ويأخذ الرئيس منهم لبيت المال من كل رأس درهمين. وفى يوم سنة وعشرين من هذا الشهر يخرجون إلى الجبل. ويعملون استقبال الشمس وزحل والزهرة. ويحرقون ثمانية فراريج وديوك عتق، وثمانية خرفان. ومن كان عليه نذر لرب البخت يأخذ ديكا عتيقا أو فروجا ويشد في جناحه بوصينا