من اجتماع آذار. وتسعة اخر أولها لتسع بقين من اجتماع كانون الأول، وسبعة أيام اخر، أولها لثمان يمضين (1) من شباط وهي أعظمها. ولهم تنقل من (2) صيامهم وهو ستة عشر، وسبعة وعشرين (3) (يوما). ولهم قربان يتقربون به، وانما يذبحون للكواكب. ويقول بعضهم انه إذا قرب باسم الباري كانت دلالة القربان ردية. لأنه عندهم يعدى (4) إلى أمر عظيم وترك ما هو دونه، لما جعله متوسطا في التدبير. والذي يذبح للقربان، الذكور من البقر والضأن والمعز، وسائر ذي الأربع غير الجزور مما ليس له أسنان في اللحيين جميعا. ومن الطير غير الحمام ما (5) لا مخلب له. والذبيحة عندهم ما (6) قطع الأوداج والحلقوم. والتذكية متصلة مع الذبيحة لا انفصال بينهما. وأكثر ذبائحهم الديوك. ولا يؤكل القربان، ويحرق. ولا يدخل الهياكل ذلك اليوم. وللقربان أربعة أوقات في الشهر، الاجتماع، والاستقبال، وسبعة عشر، وثمانية وعشرين. وأعيادهم عيد يسمى عيد فطر السبعة وفطر الشهر. وقبل فطر الثلاثين، بيومين. وبعد هذا الفطر بخمسة أيام. وبعد هذا الفطر بثمانية عشر يوما. وهو يوم ستة وعشرين من الشهر. وعيد الحبل وهو في خمسة وعشرين من تشرين الأول. وعيد الميلاد وهو في ثلاثة وعشرين من كانون. وعيد (في) في تسعة وعشرين من تموز. وعليهم الغسل من الجنابة وتغيير الثياب. ومن مس الطامث وتغيير الثياب. ويعتزل الطامث البتة. وقد يغتسل من الجنابة ومس الطامث بالغسل والنطرون. ولا ذبيحة عندهم الا لما له رئة ودم. وقد نهوا عن اكل الجزور، وما لم يذكى، وكل ما له أسنان في اللحيين جميعا كالخنزير والكلب والحمار، ومن الطير غير الحمام وما له مخلب. ومن النبات غير الباقلي والثوم، ويتعدى بعضهم، اللوبيا والقنبيط والكرنب والعدس. ويفرطون في كراهة الجمل، حتى يقولون ان من مشى تحت خطام بعير لم تقض حاجته ذلك، ويجتنبون كل من به مرض الوضح، والجذام، وسائر الأمراض التي تعدى. ويتركون الاختتان، ولا يحدثون على فعل الطبيعة حدثا. ويتزوجون بشهود لا من القريب القرابة. وفريضة الذكر والأنثى سواء. ولا طلاق الا بحجة بينة عن فاحشة ظاهرة، ولا تراجع المطلقة، ولا يجمع بين امرأتين، ولا يطأهن الا لطلب الولد.
وعندهم ان الثواب والعقاب انما يلحق الأرواح، وليس يؤخر ذلك عندهم إلى اجل معلوم. ويقولون ان النبي هو البري من المذمومات في النفس، والآفات في الجسم والكامل في كل محمود، وان لا يقصر عن الإجابة بصواب كل مسألة، ويخبر بما في الأوهام، ويجاب في دعوته في انزال الغيث، ودفع الآفات عن النبات والحيوان، ويكون مذهبه ما يصلح به العالم، ويكثر به عامره. وقولهم في الهيولي والعنصر والصورة والعدم والزمان والمكان والحركة، كما قال أرسطاطاليس في سمع الكيان. وقولهم في السماء انها طبيعة خامسة، ليست مركبة من العناصر الأربعة، لا تضمحل ولا تفسد، كما قال في كتاب السماء. وقولهم في الطبائع الأربع، وفسادها إلى الحرث والنسل وكون الحرث والنسل منها وكونها منه، كما قال في كتاب الكون والفساد. وقولهم في الآثار العلوية، والاحداث تحت جرم القمر، كما قال في كتاب العلوية. وقولهم في النفس انها دراكة لا تبيد، وانها جوهر ليست بجسم، ولا يلحقها لواحق الجسم، كما قال في كتاب النفس. وقولهم في الرؤيا الصادقة وغيرها، والحس والمحسوس، كما قال في كتاب الحس والمحسوس.
وقولهم في أن الله واحد لا تلحقه صفة، ولا يجوز عليه خبر موجب، وانه لذلك لا يلحقه سولوجسموس، كما قال في كتاب فسطاطافوسيقا (7). وقولهم في براهين الأشياء، على ما شرط في كتاب فوديقطيقا.