الحركة كما ذكر الفلاسفة تتضمن ثلاثة انتقالات:
1 - انتقالا نحو المعلوم.
2 - انتقالا بين المعلومات.
3 - انتقالا من المعلوم للمجهول.
وقد ذكر ابن سينا والمحقق الطوسي في شرح الإشارات ان هذه الانتقالات الذهنية تكون بألفاظ ذهنية (1)، والسر في ذلك أن هذه الحركة لما كانت تصديقية تستتبع اذعانا أو رفضا أو تشكيكا من النفس فلابد من صياغتها على شكل قضايا تعرض على النفس لتحدد موقفها تجاهها، إذ العلم التصديقي لا يتعلق بالتصورات الافرادية وإنما يتعلق بالتصورات الاسنادية، إذن فحركة الاستنتاج والاستدلال والانتقال من المعلوم للمجهول تتقوم بقيام الذهن بصياغة المعاني المعلومة على شكل القضايا المرتبة المؤطرة بإطار أحد الاشكال الأربعة للقياس المنطقي. وهذا هو معنى كون الانتقالات الذهنية تتم بألفاظ ذهنية كما ذكر المحقق الطوسي (2).
وأما حركة الاستذكار فهي كمن يقوم باستعراض ذكريات طفولته في ذهنه من أجل التألم أو التمتع وكمن يقوم بمشاهدة لوحة فنية زاهية لأجل الاستمتاع فإن هذه الحركة لا تحتاج لاستخدام ألفاظ ذهنية معها، لأنها حركة تصورية لا تستتبع اذعانا من النفس فلا حاجة لصياغتها من قبل النفس في شكل القضايا الاسنادية.
ب - ان الحركة الذهنية الاستدلالية المتقومة بالألفاظ الذهنية لا يمكن ان يكون دور اللفظ فيها دور السبب المستلزم لمسببه بل دور الهوهوية والاتحاد، وذلك لأنه لو كانت هذه الألفاظ الذهنية سببا في اخطار المعاني المعلومة المعدة