____________________
(1) لا يخفى ان هذه المقدمة تشتمل على بيان أمور:
الأول: بيان ما هو المفهوم والسبب في حصوله على القول به فقال: ((ان المفهوم كما يظهر من موارد اطلاقه... إلى آخر الجملة)).
وحاصله: ان المفهوم هو حكم يكون انشائيا تارة كالمفهوم الحاصل من قولك: ان جاءك زيد فأكرمه، فان المفهوم الحاصل المستتبع لهذه القضية المنطوقية هو ان لم يجئ زيد لا تكرمه، وهذه القضية قضية انشائية.
وأخرى يكون المفهوم المستتبع للمنطوق قضية خبرية كقولك: ان ضربت زيدا ضربته، فان المفهوم المستتبع للقضية المنطوقية هو ان لم تضرب زيدا لا اضربه، فالمتكلم قد أخبر عن نفسه بأنه لا يضرب زيدا ان لم يضربه المخاطب، بخلاف القضية الأولى فان المفهوم قد تضمن انشاء عدم اكرام زيد عند عدم مجيئه، وحيث إن القضية المفهومية مستفادة من القضية المنطوقية فلا بد وأن تكون في القضية المنطوق بها خصوصية، تلك الخصوصية استتبعت القضية المفهومية، وتلك الخصوصية هي كون الحيثية المرتبط بها الحكم في القضية المنطوقة علة تامة منحصرة لذلك الحكم الموجود في القضية اللفظية المنطوق بها سواء كانت هذه الحيثية مستفادة من اللفظ كما
الأول: بيان ما هو المفهوم والسبب في حصوله على القول به فقال: ((ان المفهوم كما يظهر من موارد اطلاقه... إلى آخر الجملة)).
وحاصله: ان المفهوم هو حكم يكون انشائيا تارة كالمفهوم الحاصل من قولك: ان جاءك زيد فأكرمه، فان المفهوم الحاصل المستتبع لهذه القضية المنطوقية هو ان لم يجئ زيد لا تكرمه، وهذه القضية قضية انشائية.
وأخرى يكون المفهوم المستتبع للمنطوق قضية خبرية كقولك: ان ضربت زيدا ضربته، فان المفهوم المستتبع للقضية المنطوقية هو ان لم تضرب زيدا لا اضربه، فالمتكلم قد أخبر عن نفسه بأنه لا يضرب زيدا ان لم يضربه المخاطب، بخلاف القضية الأولى فان المفهوم قد تضمن انشاء عدم اكرام زيد عند عدم مجيئه، وحيث إن القضية المفهومية مستفادة من القضية المنطوقية فلا بد وأن تكون في القضية المنطوق بها خصوصية، تلك الخصوصية استتبعت القضية المفهومية، وتلك الخصوصية هي كون الحيثية المرتبط بها الحكم في القضية المنطوقة علة تامة منحصرة لذلك الحكم الموجود في القضية اللفظية المنطوق بها سواء كانت هذه الحيثية مستفادة من اللفظ كما