بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢٧٣
الثالث: ملاك الحمل كما أشرنا إليه هو الهوهوية والاتحاد من وجه، والمغايرة من وجه آخر، كما يكون بين المشتقات والذوات، ولا يعتبر معه ملاحظة التركيب بين المتغايرين، واعتبار كون مجموعهما بما هو كذلك واحدا، بل يكون لحاظ ذلك مخلا، لاستلزامه المغايرة بالجزئية والكلية ومن الواضح أن ملاك الحمل لحاظ بنحو الاتحاد بين الموضوع والمحمول، مع وضوح عدم لحاظ ذلك في التحديدات وسائر القضايا في طرف الموضوعات، بل لا يلحظ في طرفها إلا نفس معانيها، كما هو الحال في طرف المحمولات، ولا يكون حملها عليها إلا بملاحظة ما هما عليه من نحو من الاتحاد، مع ما هما عليه من المغايرة ولو بنحو من الاعتبار.
____________________
حيثية الجنس حيثية اللا متحصل، وحيثية الفصل حيثية المتحصل والمحصل للجنس، ولازم لحاظهما كذلك لحاظ الاتحاد بينهما وعدم لحاظهما بما لهما من المرتبة المختصة بهما من الوجود والتحقق، فلا يكونان ملحوظين بما ان كلا منهما في قبال الآخر، بل بما هما متحققان بتحقق واحد، وان لهما وجودا واحدا ساريا بينهما، ومثل هذا اللحاظ هو لحاظ اللا بشرطية وهو لحاظ الاتحاد، فلذلك يصح حمل كل منهما على الآخر، وفي هذا اللحاظ هما جنس وفصل.
فتحصل من ذلك: ان الجنس والفصل لحظا لا بما هما متغايران، والمادة والصورة لحظا بما هما متغايران، والمتحدان يصح حملهما والمتغايران لا يصح حملهما، وليس مرادهم انهما لحظا بما هما متحدان وبشرط الاتحاد، بل المراد انهما حيث كانا موجودين بوجود واحد ولم تلحظ المرتبة الخاصة لهما من هذا الوجود كان ذلك معنى لحاظهما لا بشرط، لا انهما ملحوظان بشرط الاتحاد، بخلاف الصورة والمادة فإنهما لحظا بما ان لهما نصيبا ومرتبة خاصة من هذا الوجود، ولا ريب ان لازم ذلك هو كونهما ملحوظين بنحو المغايرة ولحاظ المغايرة هو لحاظ البشرط لائية.
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 268 269 270 272 273 274 277 278 280 281 ... » »»
الفهرست