حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا شعبة عن السدي أنه سمع مرة يحدث عن عبد الله يعني ابن مسعود في قوله " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم " قال لو أن رجلا أراد فيه بإلحاد بظلم وهو بعدن أبين لاذاقه الله من العذاب الأليم قال شعبة هو رفعه لنا وأنا لا أرفعه لكم، قال يزيد هو قد رفعه، ورواه أحمد عن يزيد بن هارون به، قلت هذا الاسناد صحيح على شرط البخاري، ووقفه أشبه من رفعه، ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود، وكذلك رواه أسباط وسفيان الثوري عن السدي عن مرة عن ابن مسعود موقوفا والله أعلم، وقال الثوري عن السدي عن مرة عن عبد الله قال ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه ولو أن رجلا بعدن أبين هم أن يقتل رجلا بهذا البيت لاذاقه الله من العذاب الأليم، وكذا قال الضحاك بن مزاحم، وقال سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد إلحاد فيه لا والله وبلى والله، وروي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مثله، وقال سعيد بن جبير شتم الخادم ظلم فما فوقه، وقال سفيان الثوري عن عبد الله بن عطاء عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم " قال تجارة الأمير فيه وعن ابن عمر بيع الطعام بمكة إلحاد، وقال حبيب بن أبي ثابت " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم " قال المحتكر بمكة وكذا قال غير واحد.
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري أنبأنا أبو عاصم عن جعفر بن يحيى عن عمه عمارة بن ثوبان حدثني موسى بن باذان عن علي بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " احتكار الطعام بمكة إلحاد " وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا ابن لهيعة حدثنا عطاء بن دينار حدثني سعيد بن جبير قال قال ابن عباس في قول الله " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم " قال نزلت في عبد الله بن أنيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مع رجلين أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار فافتخروا في الأنساب فغضب عبد الله بن أنيس فقتل الأنصاري ثم ارتد عن الاسلام ثم هرب إلى مكة فنزلت فيه " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم " يعني من لجأ إلى الحرم بإلحاد يعني بميل عن الاسلام وهذه الآثار وإن دلت على أن هذه الأشياء من الالحاد ولكن هو أعم من ذلك بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ منها ولهذا لما هم أصحاب الفيل على تخريب البيت أرسل الله عليهم طيرا أبابيل " ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول " أي دمرهم وجعلهم عبرة ونكالا لكل من أراده بسوء ولذلك ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يغزو هذا البيت جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم " الحديث وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن كناسة حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير فقال يا ابن الزبير إياك والالحاد في حرم الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو توزن ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت " فانظر لا تكن هو، وقال أيضا في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص حدثنا هاشم حدثنا إسحاق بن سعيد حدثنا سعيد بن عمرو قال أتى عبد الله بن عمر، عبد الله بن الزبير وهو جالس في الحجر فقال يا ابن الزبير إياك الالحاد في الحرم فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها " قال فانظر لا تكن هو، لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذين الوجهين.
وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود (26) وأذن الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق (27) هذا فيه تقريع وتوبيخ لمن عبد غير الله وأشرك به من قريش في البقعة التي أسست من أول يوم على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له فذكر تعالى أنه بوأ إبراهيم مكان البيت أي أرشده إليه وسلمه له وأذن له في بنائه، واستدل به كثير ممن قال إن إبراهيم عليه السلام هو أول من بنى البيت العتيق وأنه لم يبن قبله كما ثبت في الصحيح عن أبي ذر قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول؟ قال " المسجد الحرام " قلت ثم أي؟ قال " بيت