مهران الأعمش به (طريق أخرى) قال الإمام أحمد حدثنا حجاج سمعت إسرائيل بن يونس عن الوليد بن أبي هشام مولى همدان عن زيد بن زائدة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه " لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مال فقسمه قال فمررت برجلين وأحدهما يقول لصاحبه والله ما أراد محمد بقسمته وجه الله ولا الدار الآخرة قال فثبت حتى سمعت ما قالا ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول إنك قلت لنا: " لا يبلغني أحد عن أصحابي شيئا " وإني مررت بفلان وفلان وهما يقولان كذا وكذا فأحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشق عليه ثم قال " دعنا منك لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر " وقد رواه أبو داود في الأدب عن محمد بن يحيى الذهلي عن محمد بن يوسف الفريابي عن إسرائيل عن الوليد بن أبي هشام به مختصرا " لا يبلغني أحد عن أحد شيئا إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " وكذا رواه الترمذي في المناقب عن الذهلي سواء إلا أنه قال زيد بن زائدة ورواه أيضا عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن محمد عن عبيد الله بن موسى وحسين بن محمد كلاهما عن إسرائيل عن السدي عن الوليد بن أبي هشام به مختصرا أيضا فزاد في إسناده السدي ثم قال غريب من هذا الوجه وقوله تعالى: (وكان عند الله وجيها) أي له وجاهة وجاه عند ربه عز وجل قال الحسن البصري كان مستجاب الدعوة عند الله وقال غيره من السلف لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ولكن منع الرؤية لما يشاء الله عز وجل وقال بعضهم من وجاهته العظيمة عند الله أنه شفع في أخيه هارون أن يرسله الله معه فأجاب الله سؤاله فقال (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا).
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا (70) يصلح لكم أعملكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (71) يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأنه يراه وأن يقولوا (قولا سديدا) أي مستقيما لا اعوجاج فيه ولا انحراف ووعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك أثابهم عليه بأن يصلح لهم أعمالهم أي يوفقهم للأعمال الصالحة وأن يغفر لهم الذنوب الماضية وما قد يقع منهم في المستقبل يلهمهم التوبة منها ثم قال تعالى:
(ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) وذلك أنه يجار من نار الجحيم ويصير إلى النعيم المقيم. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عوف حدثنا خالد عن ليث عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر فلما انصرف أومأ إلينا بيده فجلسنا فقال " إن الله تعالى أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وتقولوا قولا سديدا " ثم أتى النساء فقال " إن الله أمرني أن آمركن أن تتقين الله وتقلن قولا سديدا " وقال ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى حدثنا محمد بن عباد بن موسى حدثنا عبد العزيز بن عمران الزهري حدثنا عيسى بن سبرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر إلا سمعته يقول (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) الآية غريب جدا وروى عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن محمد بن كعب عن ابن عباس موقوفا: من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله قال عكرمة القول السديد لا إله إلا الله وقال غيره السديد الصدق وقال مجاهد هو السداد وقال غيره هو الصواب والكل حق.
إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا (72) ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما (73)