قلت يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله تعالى؟ قال " لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله تعالى أفضل منه " وقال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فأتى على جمدان فقال " هذا حمدان سيروا فقد سبق المفردون قالوا وما المفردون؟ قال صلى الله عليه وسلم " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " ثم قال صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين " قالوا والمقصرين قال " اللهم اغفر للمحلقين " قالوا والمقصرين قال والمقصرين تفرد به من هذا الوجه ورواه مسلم دون آخره وقال الإمام أحمد حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال: إنه بلغني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله تعالى من ذكر الله عز وجل " وقال معاذ رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم " ذكر الله عز وجل " وقال الإمام أحمد حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا زبان بن فايد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجلا سأله فقال أي المجاهدين أعظم أجرا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم أكثرهم لله تعالى ذكرا قال فأي الصائمين أكثر أجرا؟ قال صلى الله عليه وسلم أكثرهم لله عز وجل ذكرا ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرهم لله ذكرا فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنه ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل وسنذكر إن شاء الله تعالى بقية الأحاديث الواردة في كثرة الذكر عند قوله تعالى في هذه السورة (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا) الآية إن شاء الله تعالى وقوله تعالى (أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) خبر عن هؤلاء المذكورين كلهم أي أن الله تعالى قد أعد لهم أي هيأ لهم مغفرة منه لذنوبهم وأجرا عظيما وهو الجنة.
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضللا مبينا (36) قال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الآية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثه رضي الله عنه فدخل على زينب بنت جحش الأسدية رضي الله عنها فخطبها فقالت لست بناكحته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى فانكحيه قالت يا رسول الله أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله) الآية قالت قد رضيته لي يا رسول الله منكحا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قالت إذا لا أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكحته نفسي وقال ابن لهيعة عن أبي عمرة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة رضي الله عنه فاستنكفت منه وقالت أنا خير منه حسبا وكانت امرأة فيها حدة فأنزل الله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الآية كلها وهكذا قال مجاهد وقتادة ومقاتل ابن حيان أنها نزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها حين خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه امتنعت ثم أجابت وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها وكانت أول من هاجر من النساء يعني بعد صلح الحديبية فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فقال قد قبلت فزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه يعني والله أعلم بعد فراقه زينب فسخطت هي وأخوها وقال إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجنا عبده قال فنزل القرآن (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا) إلى آخر الآية قال أمر أجمع من هذا (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قال فذاك خاص وهذا أجمع وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم على جليبب امرأة من الأنصار إلى أبيها فقال حتى استأمر أمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم إذا قال فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت لاها الله إذن ما وجد رسول الله