عليكم أأدخل؟ فسمعه الرجل فقال السلام عليكم أأدخل فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل. وقال هشيم أخبرنا منصور عن ابن سيرين وأخبرنا يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد الثقفي أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أألج أو أنلج؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لامة له يقال لها روضة " قومي إلى هذا فعلميه فإنه لا يحسن يستأذن فقولي له يقول السلام عليكم أأدخل؟ فسمعها الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل فقال " ادخل ". وقال الترمذي حدثنا الفضل بن الصباح حدثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " السلام قبل الكلام " ثم قال الترمذي عنبسة ضعيف الحديث ذاهب ومحمد بن زاذان في إسناده نكارة وضعف، وقال هشيم قال مغيرة قال مجاهد جاء ابن عمر من حاجة وقد أذاه الرمضاء فأتي فسطاط امرأة من قريش فقال السلام عليكم أأدخل؟ قالت ادخل بسلام فأعاد فأعاد ت وهو يراوح بين قدميه قال قولي ادخل قالت ادخل فدخل. ولابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو نعيم الأحول حدثني خالد بن إياس حدثتني جدتي أم إياس قالت: كنت في أربع نسوة نستأذن على عائشة فقلن ندخل؟ فقالت لا، قلن لصاحبتكن تستأذن فقالت السلام عليكم أندخل؟ قالت ادخلوا ثم قالت " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها " الآية. وقال هشيم أخبرنا أشعث بن سوار عن كردوس عن ابن مسعود قال عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم وأخواتكم، وقال أشعث عن عدي بن ثابت إن امرأة من الأنصار قالت يا رسول الله إني أكون في منزلي على الحال التي لا أحب أن يراني أحد عليها لا والد ولا ولد وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال. قال فنزلت " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا " الآية وقال ابن جريج سمعت عطاء بن أبي رباح يخبر عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ثلاث آيات جحدهن الناس. قال الله تعالى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " قال ويقولون إن أكرمهم عند الله أعظمهم بيتا قال والأدب كله قد جحده الناس قال قلت أستأذن على أخواتي أيتام في حجري معي في بيت واحد؟ قال نعم فرددت عليه ليرخص لي فأبى فقال تحب أن تراها عريانه؟
قلت لا قال فاستأذن قال فراجعته أيضا فقال: أتحب أن تطيع الله؟ قال قلت نعم قال فاستأذن. قال ابن جريج وأخبرني ابن طاوس عن أبيه قال: ما من امرأة أكره إلى أن أرى عورتها من ذات محرم قال: وكان يشدد في ذلك وقال ابن جريج عن الزهري سمعت هزيل بن شرحبيل الأودي الاعمي أنه سمع ابن مسعود يقول عليكم الاذن على أمهاتكم، وقال ابن جريج قلت لعطاء أيستأذن الرجل على امرأته قال لا وهذا محمول على عدم الوجوب وإلا فالأولى أن يعلمها بدخوله ولا يفاجئها به لاحتمال أن تكون على هيئة لا تحب أن يراها عليها. وقال أبو جعفر بن جرير حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثنا محمد بن حازم بن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيي ابن الجزار عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله بن مسعود عن زينب رضي رضي الله عنها قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهة أن يهجم منا علي أمر يكرهه، إسناده صحيح. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس تكلم ورفع صوته، وقال مجاهد " حتى تستأنسوا قال تنحنحوا أو تنخموا.
وعن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال: إذا دخل الرجل بيته استحب له أن يتنحنح أو يحرك نعليه ولهذا جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا، وفي رواية ليلا يتخونهم، وفي الحديث الآخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة نهارا فأناخ بظاهرها وقال " انتظروا حتى ندخل عشاء - يعني آخر النهار - حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة " وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحمن بن سليمان عن واصل بن السائب حدثني أبو ثورة ابن أخي أبي أيوب عن أبي أيوب قال: قلت يا رسول الله هذا السلام فما الاستئناس؟ قال " يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبيرة أو تحميدة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت " هذا حديث غريب، وقال قتادة في قوله: " حتى تستأنسوا " هو الاستئذان ثلاثا فمن لم يؤذن له منهم فليرجع