طريقة النفاق طريقة مذمومة عند كل أهل العالم.
السؤال الثاني: أليس أن المنافق يصلى عليه إذا أظهر الإيمان مع قيام الكفر فيه؟
والجواب: أن التكاليف مبنية على الظاهر قال عليه الصلاة والسلام: " نحن نحكم بالظاهر والله تعالى يتولى السرائر ".
السؤال الثالث: قوله: * (ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله) * تصريح بكون ذلك النهي معللا بهذه العلة، وذلك يقتضي تعليل حكم الله تعالى وهو محال، لأن حكم الله قديم، وهذه العلة محدثة، وتعليل القديم بالمحدث محال.
والجواب: الكلام في أن تعليل حكم الله تعالى بالمصالح هل يجوز أم لا؟ بحث طويل، ولا شك أن هذا الظاهر يدل عليه.
* (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها فى الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) *.
اعلم أن هذه الآية قد سبق ذكرها بعينها في هذه السورة وذكرت ههنا، وقد حصل التفاوت بينهما في ألفاظ: فأولها: في الآية المتقدمة قال: * (فلا تعجبك) * بالفاء. وههنا قال: * (ولا تعجبك) * بالواو وثانيها: أنه قال هناك * (أموالهم ولا أولادهم) * وههنا كلمة * (لا) * محذوفة. وثالثها: أنه قال هناك * (إنما يريد الله ليعذبهم) * وههنا حذف اللام وأبدلها بكلمة * (أن) * ورابعها: أنه قال هناك * (في الحياة) * وههنا حذف لفظ الحياة وقال: * (في الدنيا) * فقد حصل التفاوت بين هاتين الآيتين من هذه الوجوه الأربعة، فوجب علينا أن نذكر فوائد هذه الوجوه الأربعة في التفاوت، ثم نذكر فائدة هذا التكرير.
أما المقام الأول: فنقول:
أما النوع الأول: من التفاوت وهو أنه تعالى ذكر قوله: * (فلا تعجبك) * بالفاء في الآية الأولى وبالواو في الآية الثانية، فالسبب أن في الآية الأولى إنما ذكر هذه الآية بعد قوله: * (ولا ينفقون إلا وهم كارهون) * وصفهم بكونهم كارهين للإنفاق، وإنما كرهوا ذلك الإنفاق لكونهم معجبين