قوله تعالى قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشآء وتنزع الملك ممن تشآء وتعز من تشآء وتذل من تشآء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير * تولج اليل فى النهار وتولج النهار فى اليل وتخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى وترزق من تشآء بغير حساب) *.
إعلم أنه تعالى لما ذكر دلائل التوحيد والنبوة، وصحة دين الإسلام، ثم قال لرسوله * (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن) * ثم ذكر من صفات المخالفين كفرهم بالله، وقتلهم الأنبياء والصالحين بغير حق، وذكر شدة عنادهم وتمردهم في قوله * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * (آل عمران: 23) ثم ذكر شدة غرورهم بقوله * (لن تمسنا النار إلا أياما معدودات) * (آل عمران: 24) ثم ذكر وعيدهم بقوله * (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه) * (آل عمران: 25) أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء وتمجيد يدل على مباينة طريقه وطريق أتباعه، لطريقة هؤلاء الكافرين المعاندين المعرضين، فقال معلما نبيه كيف يمجد ويعظم ويدعو ويطلب * (قل اللهم مالك الملك) * وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: اختلف النحويون في قوله * (اللهم) * فقال الخليل وسيبويه * (اللهم) * معناه: يا الله، والميم المشددة عوض من: يا، وقال الفراء: كان أصلها، يا الله أم بخير: فلما كثر في الكلام حذفوا حرف النداء، وحذفوا الهمزة من: أم، فصار * (اللهم) * ونظيره قول العرب: هلم،