تفسير الرازي - الرازي - ج ٨ - الصفحة ٤
الاستقراء العام في اللغة وأنه غير جائز، فهذا جملة الكلام في هذا الموضع.
المسألة الثانية: * (مالك الملك) * في نصبه وجهان الأول: وهو قول سيبويه أنه منصوب على النداء، وكذلك قوله * (قل اللهم فاطر السماوات والأرض) * (الزمر: 46) ولا يجوز أن يكون نعتا لقوله * (اللهم) * لأن قولنا * (اللهم) * مجموع الاسم والحرف، وهذا المجموع لا يمكن وصفه والثاني: وهو قول المبرد والزجاج أن * (مالك) * وصف للمنادى المفرد، لأن هذا الاسم ومعه الميم بمنزلته ومعه * (يا) * ولا يمتنع الصفة مع الميم، كما لا يمتنع مع الياء.
المسألة الثالثة: روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة وعد أمته ملك فارس والروم، فقال المنافقون واليهود: هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم، وهم أعز وأمنع من ذلك، وروي أنه عليه الصلاة والسلام لما خط الخندق عام الأحزاب، وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا، وأخذوا يحفرون خرج من بطن الخندق صخرة كالتل العظيم لم تعمل فيها المعاول، فوجهوا سلمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخبره، فأخذ المعول من سلمان فلما ضربها ضرب صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها كأنه مصباح في جوف ليل مظلم، فكبر وكبر المسلمون، وقال عليه الصلاة والسلام: " أضاءت لي منها قصور الحيرة كأنها أنياب الكلاب " ثم ضرب الثانية، فقال: " أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم " ثم ضرب الثالثة فقال: " أضاءت لي منها قصور صنعاء وأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة على كلها فأبشروا " فقال المنافقون: ألا تعجبون من نبيكم يعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومداين كسرى، وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق من الخوف لا تستطيعون أن تخرجوا فنزلت هذه الآية والله أعلم، وقال الحسن إن الله تعالى أمر نبيه أن يسأله أن يعطيه ملك فارس والروم ويرد ذل العرب عليهما، وأمره بذلك دليل على أنه يستجيب له هذا الدعاء، وهكذا منازل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا أمروا بدعاء استجيب دعاءهم.
المسألة الرابعة: * (الملك) * هو القدرة، والمالك هو القادر، فقوله * (مالك الملك) * معناه القادر على القدرة، والمعنى إن قدرة الخلق على كل ما يقدرون عليه ليست إلا بإقدار الله تعالى فهو الذي يقدر كل قادر على مقدوره، ويملك كل مالك مملوكه، قال صاحب " الكشاف " * (مالك الملك) * أي يملك جنس الملك فيتصرف فيه تصرف الملاك فيما يملكون، واعلم أنه تعالى لما بين كونه * (مالك الملك) * على الإطلاق، فصل بعد ذلك وذكر أنواعا خمسة:
النوع الأول: قوله تعالى: * (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) * وذكروا فيه
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك) 2
2 قوله تعالى (وتعز من تشاء وتذل من تشاء) 7
3 قوله تعالى (بيدك الخير إنك على كل شئ قدير) 9
4 قوله تعالى (وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) 10
5 قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين) 11
6 قوله تعالى (ألا أن تتقوا منهم تقاة) 13
7 قوله تعالى (ويحذركم الله نفسه) 14
8 قوله تعالى (قل ان تخفوا ما في صدوركم) 15
9 قوله تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت) 16
10 قوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله) 18
11 قوله تعالى (قل أطيعوا الله والرسول) 20
12 قوله تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحا) 21
13 قوله تعالى (ذرية بعضها من بعض) 24
14 قوله تعالى (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني) 25
15 قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن) 29
16 قوله تعالى (وأنبتها نباتا حسنا) 30
17 قوله تعالى (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) 31
18 قوله تعالى (قال يا مريم أني لك هذا) 33
19 قوله تعالى (هنا لك دعا زكريا ربه) 34
20 قوله تعالى (فنادته الملائكة وهو قائم) 36
21 قوله تعالى (إن الله يبشرك بيحيى) 37
22 قوله تعالى (قال رب أني يكون لي غلام) 40
23 قوله تعالى (قال رب اجعل لي آية) 42
24 قوله تعالى (واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار) 44
25 قوله تعالى (وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك) 45
26 قوله تعالى (يا مريم اقنتى لربك) الآية 46
27 قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب نوحيه) 47
28 قوله تعالى (إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه) 49
29 قوله تعالى (اسمه المسيح عيسى بن مريم) 52
30 قوله تعالى (وجيها في الدنيا والآخرة) 53
31 قوله تعالى (ويلكم الناس في المهد وكهلا) 54
32 قوله تعالى (قالت رب أنى يكون لي غلام) 56
33 قوله تعالى (ورسولا إلى بني إسرائيل) 57
34 قوله تعالى (أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) 58
35 قوله تعالى (وأبرئ الأكمه والأبرص) 60
36 قوله تعالى (وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم) 61
37 قوله تعالى (ومصدقا لما بين يدي من التوراة) 62
38 قوله تعالى (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله) 63
39 قوله تعالى (إذ قال الله يا عسى انى متوفيك 71
40 قوله تعالى (ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) 74
41 قوله تعالى (فأما الذين كفروا فأعذبهم) 76
42 قوله تعالى (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) 77
43 قوله تعالى (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم) 78
44 قوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله) 79
45 قوله تعالى (الحق من ربك) 81
46 قوله تعالى (فمن حاجك فيه) 82
47 قوله تعالى (إن هذا لهو القصص الحق) 89
48 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) 90
49 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم) 93
50 قوله تعالى (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم) 94
51 قوله تعالى (إن أولى الناس بإبراهيم) 95
52 قوله تعالى (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم) 96
53 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) 97
54 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل) 98
55 قوله تعالى (وقالت طائفة من أهل الكتاب) 99
56 قوله تعالى (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم) 101
57 قوله تعالى (يختص برحمته من يشاء) 105
58 قوله تعالى (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار) 106
59 قوله تعالى (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) 108
60 قوله تعالى (بلى من أوفى بعهده وأتقى) 109
61 قوله تعالى (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) 110
62 قوله تعالى (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب) 113
63 قوله تعالى (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) 116
64 قوله تعالى (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) 120
65 قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين) 121
66 قوله تعالى (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم) 125
67 قوله تعالى (قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري) 128
68 قوله تعالى (أفغير دين الله يبغون) 129
69 قوله تعالى (وله أسلم من في السماوات 130
70 قوله تعالى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) 131
71 قوله تعالى (لا نفرق بين أحد منهم) 133
72 قوله تعالى (ومن يبتغ غير الاسلام دينا) 134
73 قوله تعالى (كيف يهدى الله قوما كفروا) 135
74 قوله تعالى (أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله) 137
75 قوله تعالى (إن الذين كفروا بعد إيمانهم) 138
76 قوله تعالى (وأولئك هم الضالون) 139
77 قوله تعالى (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار) 140
78 قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) 142
79 قوله تعالى (وما تنفقوا من شئ) 144
80 قوله تعالى (كل الطعام كان حلا) 145
81 قوله تعالى (إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) 148
82 قوله تعالى (إن أول بيت وضع للناس) 151
83 قوله تعالى (مقام إبراهيم) 159
84 قوله تعالى (ولله على الناس حج البيت) 162
85 قوله تعالى (ومن كفر فان الله غنى عن العالمين 164
86 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) 166
87 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين آتوا الكتاب) 169
88 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) 171
89 قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا) 173
90 قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) 176
91 قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا) 179
92 قوله تعالى (يوم تبيض وجوه) 180
93 قوله تعالى (وأما الذين ابيضت وجوههم) 184
94 قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) 188
95 قوله تعالى (ضربت عليهم الذلة) 195
96 قوله تعالى (ليسوا سواء من أهل الكتاب) 198
97 قوله تعالى (يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف) 202
98 قوله تعالى (وما يفعلوا من خير) 203
99 قوله تعالى (إن الذين كفروا لن تغنى عنهم) 205
100 قوله تعالى (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر) 206
101 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) 209
102 قوله تعالى (ها أنتم أولاء تحبونهم) 213
103 قوله تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم) 215
104 قوله تعالى (وإذ غدوت من أهلك) 217
105 قوله تعالى (إذ همت طائفتان منكم) 220
106 قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر) 221
107 قوله تعالى (إذ تقول للمؤمنين) 223
108 قوله تعالى (بل إن تصبروا وتتقوا) 228
109 قوله تعالى (وما جعله الله إلا بشرى لكم) 229
110 قوله تعالى (ليس لك من الامر شئ) 231
111 قوله تعالى (ولله ما في السماوات وما في الأرض) 234