* (فبأي آلاء ربك تتمارى * هذا نذير من النذر الأولى * أزفت الآزفة * ليس لها من دون الله كاشفة) *.
يقول: فبأي آلاء ربك تتمارى يقول تعالى ذكره: فبأي نعمات ربك يا ابن آدم التي أنعمها عليك ترتاب وتشك وتجادل، والآلاء: جمع إلى. وفي واحدها لغات ثلاثة:
إلي على مثال علي، وألي على مثال علي، وإلى على مثال علا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25273 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: فبأي آلاء ربك تتمارى يقول: فبأي نعم الله تتمارى يا ابن آدم.
وحدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة فبأي آلاء ربك تتمارى قال: بأي نعم ربك تتمارى.
وقوله: هذا نذير من النذر الأولى اختلف أهل التأويل في معنى قوله جل ثناؤه لمحمد (ص) هذا نذير من النذر الأولى ووصفه إياه بأنه من النذر الأولى وهو آخرهم، فقال بعضهم: معنى ذلك: أنه نذير لقومه، وكانت النذر الذين قبله نذرا لقومهم، كما يقال: هذا واحد من بني آدم، وواحد من الناس. ذكر من قال ذلك:
25274 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: هذا نذير من النذر الأولى قال: أنذر محمد (ص) كما أنذرت الرسل من قبله.
25275 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: هذا نذير من النذر الأولى إنما بعث محمد (ص) بما بعث الرسل قبله.
25576 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن شريك، عن جابر، عن أبي جعفر هذا نذير من النذر الأولى قال: هو محمد (ص).
وقال آخرون: معنى ذلك غير هذا كله، وقالوا: معناه هذا الذي أنذرتكم به أيها القوم من الوقائع التي ذكرت لكم أني أوقعتها بالأمم قبلكم من النذر التي أنذرتها الأمم قبلكم في صحف إبراهيم وموسى. ذكر من قال ذلك: