الغرم لا يقدرون على إجابتك إلى ما تدعوهم إليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25068 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون يقول: هل سألت هؤلاء القوم أجرا يجهدهم، فلا يستطيعون الاسلام.
25069 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون قال: يقول: أسألتهم على هذا أجرا، فأثقلهم الذي يبتغى أخذه منهم.
وقوله: أم عندهم الغيب فهم يكتبون يقول تعالى ذكره: أم عندهم علم الغيب، فهم يكتبون ذلك للناس، فينبئونهم بما شاؤوا، ويخبرونهم بما أرادوا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون * أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون) *.
يقول تعالى ذكره: بل يريد هؤلاء المشركون يا محمد بك، وبدين الله كيدا فالذين كفروا هم المكيدون يقول: فهم المكيدون الممكور بهم دونك، فثق بالله، وامض لما أمرك به.
وقوله: أم لهم إله غير الله: يقول جل ثناؤه: أم لهم معبود يستحق عليهم العبادة غير الله، فيجوز لهم عبادته، يقول: ليس لهم إله غير الله الذي له العبادة من جميع خلقه سبحان الله عما يشركون يقول: تنزيها لله عن شركهم وعبادتهم معه غيره. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم * فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون) *.
يقول تعالى ذكره: وإن ير هؤلاء المشركون قطعا من السماء ساقطا، والكسف: جمع