* (ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى) *.
يقول تعالى ذكره: ما مال بصر محمد يعدل يمينا وشمالا عما رأى، أي ولا جاوز ما أمر به قطعا، يقول: فارتفع عن الحد الذي حد له. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25174 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مسلم البطين، عن ابن عباس، في قوله: ما زاغ البصر وما طغى قال: ما زاغ يمينا ولا شمالا ولا طغى، ولا جاوز ما أمر به.
25175 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي ما زاغ البصر وما طغى قال رأى جبرائيل في صورة الملك.
قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مسلم البطين، عن ابن عباس ما زاغ البصر وما طغى قال: ما زاغ: ذهب يمينا ولا شمالا، ولا طغى: ما جاوز.
وقوله: لقد رأى من آيات ربه الكبرى يقول تعالى ذكره: لقد رأى محمد هنالك من أعلام ربه وأدلته الاعلام والأدلة الكبرى. واختلف أهل التأويل في تلك الآيات الكبرى، فقال بعضهم: رأى رفرفا أخضر قد سد الأفق. ذكر من قال ذلك:
25176 - حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال: رفرفا أخضر من الجنة قد سد الأفق.
حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله، فذكر مثله.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود من آيات ربه الكبرى قال: رفرفا أخضر قد سد الأفق.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن الأعمش، أن ابن مسعود قال: رأى النبي (ص) رفرفا أخضر من الجنة قد سد الأفق.
وقال آخرون: رأى جبريل في صورته. ذكر من قال ذلك: