عندنا، وحججنا التي أتتهم بأنه لا إله إلا الله وحده كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر يقول تعالى ذكره: فعاقبناهم بكفرهم بالله عقوبة شديد لا يغلب، مقتدر على ما يشاء، غير عاجز ولا ضعيف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25396 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله : فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر يقول: عزيز في نقمته إذا انتقم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر * أم يقولون نحن جميع منتصر * سيهزم الجمع ويولون الدبر) *.
يقول تعالى ذكره لكفار قريش الذين أخبر الله عنهم أنهم إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر أكفاركم معشر قريش خير من أولئكم الذين أحللت بهم نقمتي من قوم نوح وعاد وثمود، وقوم لوط وآل فرعون، فهم يأملون أن ينجوا من عذابي، ونقمي على كفرهم بي، وتكذيبكم رسولي. يقول: إنما أنتم في كفركم بالله وتكذيبهم رسوله، كبعض هذه الأمم التي وصفت لكم أمرهم، وعقوبة الله بكم نازلة على كفركم به، كالذي نزل بهم إن لم تتوبوا وتنيبوا. كما:
25397 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: أكفاركم خير من أولئكم: أي ممن مضى.
25398 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسن، عن يزيد النحوي، عن عكرمة أكفاركم خير من أولئكم يقول: أكفاركم يا معشر قريش خير من أولئكم الذين مضوا.
25399 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
أكفاركم خير من أولئكم قال: أكفاركم خير من الكفار الذين عذبناهم على معاصي الله، وهؤلاء الكفار خير من أولئك. وقال أكفاركم خير من أولئكم استفهاما.
25400 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر يقول:
ليس كفاركم خيرا من قوم نوح وقوم لوط.