مؤمنو أمتي شهداء. قال: ثم تلا النبي (ص) هذه الآية والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم.
26060 - [رق حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: الصديقون والشهداء عند ربهم قال: بالايمان على أنفسهم بالله.
وقال آخرون: الشهداء عند ربهم في هذا الموضع: النبيون الذين يشهدون على أممهم من قول الله عز وجل فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا.
والذي هو أولى الأقوال عندي في ذلك بالصواب قول من قال: الكلام والخبر عن الذين آمنوا، متناه عند قوله: أولئك هم الصديقون وإن قوله: والشهداء عند ربهم خبر مبتدأ عن الشهداء.
وإنما قلنا: إن ذلك أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لان ذلك هو الأغلب من معانيه في الظاهر، وأن الايمان غير موجب في المتعارف للمؤمن اسم شهيد لا بمعنى غيره، إلا أن يراد به شهيد على ما آمن به وصدقه، فيكون ذلك وجها، وإن كان فيه بعض البعد، لان ذلك ليس بالمعروف من معانيه، إذا أطلق بغير وصل، فتأويل قوله: والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم إذن والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، أو هلكوا في سبيله عند ربهم، لهم ثواب الله إياهم في الآخرة ونورهم.
وقوله: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم يقول تعالى ذكره:
والذين كفروا بالله وكذبوا بأدلته وحججه، أولئك أصحاب الجحيم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) *.