سدوم، قرية قوم لوط من أهل الايمان بالله وهم لوط وابنتاه، وكنى عن القرية بقوله: من كان فيها ولم يجر لها ذلك قبل ذلك. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين * وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم) *.
يقول تعالى ذكره: فما وجدنا في تلك القرية التي أخرجنا منها من كان فيها من المؤمنين غير بيت من المسلمين، وهو بيت لوط.
24936 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين قال: لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله، ليعلموا أن الايمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله.
24937 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين قال: هؤلاء قوم لوط لم يجدوا فيها غير لوط.
24938 - حدثني ابن عوف، قال: ثنا المعتمر، قال: ثنا صفوان، قال: ثنا أبو المثنى ومسلم أبو الحيل الأشجعي قال الله: فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين لوطا وابنتيه، قال: فحل بهم العذاب، قال الله: وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم.
وقوله: وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم يقول: وتركنا في هذه القرية التي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آية، وقال جل ثناؤه: وتركنا فيها آية والمعنى:
وتركناها آية لأنها التي ائتفكت بأهلها، فهي الآية، وذلك كقول القائل: ترى في هذا الشئ عبرة وآية ومعناها: هذا الشئ آية وعبرة، كما قال جل ثناؤه لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين وهم كانوا الآيات وفعلهم، ويعني بالآية: العظة والعبرة، للذين يخافون عذاب الله الأليم في الآخرة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين * فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون) *.