واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله: كل شئ خلقناه بقدر فقال بعض نحويي البصرة: نصب كل شئ في لغة من قال: عبد الله ضربته قال: وهي في كلام العرب كثير. قال: وقد رفعت كل في لغة من رفع، ورفعت على وجه آخر. قال إنا كل شئ خلقناه بقدر فجعل خلقناه من صفة الشئ وقال غيره: إنما نصب كل لان قوله خلقناه فعل، لقوله إنا، وهو أولى بالتقديم إليه من المفعول، فلذلك اختير النصب، وليس قيل عبد الله في قوله: عبد الله ضربته شئ هو أولى بالفعل، وكذلك إنا طعامك، أكلناه الاختيار النصب لأنك تريد: إنا أكلنا طعامك الأكل، أولى بأنا من الطعام. قال: وأما قول من قال: خلقناه وصف للشئ فبعيد، لان المعنى: إنا خلقناه كل شئ بقدر، وهذا القول الثاني أولى بالصواب عندي من الأول للعلل التي ذكرت لصاحبها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر * ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر * وكل شئ فعلوه في الزبر) *.
يقول تعالى ذكره: وما أمرنا للشئ إذا أمرناه وأردنا أن نكونه إلا قولة واحدة: كن فيكون، لا مراجعة فيها ولا مرادة كلمح بالبصر يقول جل ثناؤه: فيوجد ما أمرناه وقلنا له: كن كسرعة اللمح بالبصر لا يبطئ ولا يتأخر، يقول تعالى ذكره لمشركي قريش الذين كذبوا رسوله محمدا (ص): ولقد أهلكنا أشياعكم معشر قريش من الأمم السالفة والقرون الخالية، على مثل الذي أنتم عليه من الكفر بالله، وتكذيب رسله فهل من مدكر يقول:
فهل من متعظ بذلك منزجر ينزجر به. كما:
25420 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر قال: أشياعكم من أهل الكفر من الأمم الماضية، يقول: فهل من أحد يتذكر.
وقوله: وكل شئ فعلوه في الزبر يقول تعالى ذكره: وكل شئ فعله أشياعكم الذين مضوا قبلكم معشر كفار قريش في الزبر، يعني في الكتب التي كتبتها الحفظة عليهم.
وقد يحتمل أن يكون مرادا به في أم الكتاب. كما: