وقوله: نحن خلقناكم فلولا تصدقون يقول تعالى ذكره لكفار قريش والمكذبين بالبعث: نحن خلقناكم أيها الناس ولم تكونوا شيئا، فأوجدناكم بشرا، فهلا تصدقون من فعل ذلك بكم في قيله لكم: إنه يبعثكم بعد مماتكم وبلاكم في قبوركم، كهيأتكم قبل مماتكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أفرأيتم ما تمنون * أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون * نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون) *.
يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذبين بالبعث: أفرأيتم أيها المنكرون قدرة الله على إحيائكم من بعد مماتكم النطف التي تمنون في أرحام نسائكم، أأنتم تخلقون تلك أم نحن الخالقون.
وقوله: نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين يقول تعالى ذكره: نحن قدرنا بينكم أيها الناس الموت، فعجلناه لبعض، وأخرناه عن بعض إلى أجل مسمى.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25912 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله قدرنا بينكم الموت قال: المستأخر والمستعجل.
وقوله: وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم، يقول تعالى ذكره: وما نحن بمسبوقين أيها الناس في أنفسكم وآجالكم، فمفتات علينا فيها في الامر الذي قدرناه لها من حياة وموت بل لا يتقدم شئ من أجلنا، ولا يتأخر عنه.
وقوله: على أن نبدل أمثالكم يقول: على أن نبدل منكم أمثالكم بعد مهلككم فنجئ بآخرين من جنسكم.
وقوله: وننشئكم فيما لا تعلمون يقول: ونبدلكم عما تعلمون من أنفسكم فيما لا تعلمون منها من الصور. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25913 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني