* (فويل يومئذ للمكذبين * الذين هم في خوض يلعبون * يوم يدعون إلى نار جهنم دعا * هذه النار التي كنتم بها تكذبون) *.
يقول تعالى ذكره: فالوادي الذي يسيل من قيح وصديد في جهنم، يوم تمور السماء مورا، وذلك يوم القيامة للمكذبين بوقوع عذاب الله للكافرين، يوم تمور السماء مورا.
وكان بعض نحويي البصرة يقول: أدخلت الفاء في قوله: فويل يومئذ لأنه في معنى إذا كان كذا وكذا، فأشبه المجازاة، لان المجازاة يكون خبرها بالفاء. وقال بعض نحويي الكوفة: الأوقات تكون كلها جزاء مع الاستقبال، فهذا من ذاك، لأنهم قد شبهوا إن وهي أصل الجزاء بحين، وقال: إن مع يوم إضمار فعل، وإن كان التأويل جزاء، لان الاعراب يأخذ ظاهر الكلام، وإن كان المعنى جزاء.
وقوله: الذين هم في خوض يلعبون يقول: الذين هم في فتنة واختلاط في الدنيا يلعبون، غافلين عما هم صائرون إليه من عذاب الله في الآخرة.
وقوله: يوم يدعون إلى نار جهنم دعا يقول تعالى ذكره: فويل للمكذبين يوم يدعون.
وقوله: يوم يدعون ترجمة عن قوله: يومئذ وإبدال منه. وعنى بقوله:
يدعون يدفعون بإرهاق وإزعاج، يقال منه: دععت في قفاه: إذا دفعت فيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25029 - حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: ثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال: يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار.
حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: يوم يدعون إلى نار جهنم دعا يقول: يدفعون.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال: يدفعون فيها دفعا.
25030 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة يوم يدعون إلى نار جهنم دعا يقول: يدفعون إلى نار جهنم دفعا.