ذلك من الأشياء، ويميت ما يشاء من الاحياء بعد الحياة بعد بلوغه أجله فيفنيه وهو على كل شئ قدير يقول جل ثناؤه: وهو على كل شئ ذو قدرة، لا يتعذر عليه شئ أراده، من إحياء وإماتة، وإعزاز وإذلال، وغير ذلك من الأمور. القول في تأويل قوله تعالى:
* (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم * هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) *.
يقول تعالى ذكره: هو الأول قبل كل شئ بغير حد والآخر يقول: والآخر بعد كل شئ بغير نهاية. وإنما قيل ذلك كذلك، لأنه كان ولا شئ موجود سواه، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها، كما قال جل ثناؤه: كل شئ هالك إلا وجهه. وقوله:
والظاهر يقول: وهو الظاهر عل كل شئ دونه، وهو العالي فوق كل شئ، فلا شئ أعلى منه والباطن يقول: وهو الباطن جميع الأشياء، فلا شئ أقرب إلى شئ منه، كما قال: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن رسول الله (ص)، وقال به أهل التأويل. ذكر من قال ذلك، والخبر الذي روي فيه:
26007 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: هو الأول والآخر والظاهر والباطن ذكر لنا أن نبي الله (ص) بينما هو جالس في أصحابه، إذ ثار عليهم سحاب، فقال: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها الرقيع موج مكفوف، وسقف محفوظ، قال: فهل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؟
قال: مسيرة خمس مئة سنة، قال: فهل تدرون ما فوق ذلك؟ فقالوا مثل ذلك، قال:
فوقها سماء أخرى وبينهما مسيرة خمس مئة سنة، قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ فقالوا مثل قولهم الأول، قال: فإن فوق ذلك العرش، وبينه وبين السماء السابعة مثل ما بين