حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قوله: تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا قال: بلغنا أنهم كانوا في مكان لا يثبت عليهم بناء، فكانوا يدخلون في أسراب لهم إذا طلعت الشمس، حتى تزول عنهم، ثم يخرجون إلى معايشهم.
وقال آخرون: هم الزنج. ذكر من قال ذلك:
17575 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا قال: يقال: هم الزنج.
وأما قوله: كذلك فإن معناه: ثم أتبع سببا كذلك، حتى إذا بلغ مطلع الشمس وكذلك: من صلة أتبع. وإنما معنى الكلام: ثم أتبع سببا، حتى بلغ مطلع الشمس، كما أتبع سببا حتى بلغ مغربها.
وقوله: وقد أحطنا بما لديه خبرا يقول: وقد أحطنا بما عند مطلع الشمس علما، لا يخفى علينا مما هنالك من الخلق وأحوالهم وأسبابهم، ولا من غيرهم، شئ. وبالذي قلنا في معنى الخبر، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
17576 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: خبرا قال: علما.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
17577 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا قال: علما. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) *.
يقول تعالى ذكره: ثم سار طرقا ومنازل، وسلك سبلا حتى إذا بلغ بين السدين.
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة بعض الكوفيين: حتى إذا