(واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): واذكر يا محمد في الكتاب إسماعيل بن إبراهيم، فاقصص خبره إنه كان لا يكذب وعده، ولا يخلف، ولكنه كان إذا وعد ربه، أو عبدا من عباده وعدا وفى به، كما:
17915 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: إنه كان صادق الوعد قال: لم يعد ربه عدة إلا أنجزها.
17916 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن سهل بن عقيل، حدثه أن إسماعيل عليه السلام وعد رجلا مكانا أن يأتيه، فجاء ونسي الرجل، فظل به إسماعيل، وبات حتى جاء الرجل من الغد، فقال: ما برحت من هاهنا؟
قال: لا، قال: إني نسيت، قال: لم أكن لأبرح حتى تأتي، فبذلك كان صادقا. القول في تأويل قوله تعالى: * (وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) *.
يقول تعالى ذكره: وكان يأمر أهله بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وكان عند ربه مرضيا عمله، محمودا فيما كلفه ربه، غير مقصر في طاعته. القول في تأويل قوله تعالى: * (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ئ ورفعناه مكانا عليا) *.
يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمد في كتابنا هذا إدريس إنه كان صديقا لا يقول الكذب، نبيا نوحي إليه من أمرنا ما نشاء ورفعناه مكانا عليا ذكر أن الله رفعه وهو حي إلى السماء الرابعة، فذلك معنى قوله: ورفعناه مكانا عليا يعني به إلى مكان ذي علو وارتفاع. وقال بعضهم: رفع إلى السماء السادسة. وقال آخرون: الرابعة. ذكر الرواية بذلك:
17917 - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال: سأل