فنصب رهينة على الفعل من قوله: أبعد الذي بالسفح، وهذا لا شك أنه أضعف في العمل نصبا من قوله: متعنا به أزواجا منهم لان العامل في الاسم وهو رهينة، حرف خافض لا ناصب. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
18456 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: لنفتنهم فيه قال: لنبتليهم فيه ورزق ربك خير وأبقى مما متعنا به هؤلاء من هذه الدنيا. القول في تأويل قوله تعالى: * (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): وأمر يا محمد أهلك بالصلاة واصطبر عليها يقول: واصطبر على القيام بها، وأدائها بحدودها أنت لا نسألك رزقا يقول:
لا نسألك مالا، بل نكلفك عملا ببدنك، نؤتيك عليه أجرا عظيما وثوابا جزيلا نحن نرزقك يقول: نحن نعطيك المال ونكسبكه، ولا نسألكه. وقوله: والعاقبة للتقوى يقول: والعاقبة الصالحة من عمل كل عامل لأهل التقوى والخشية من الله دون من لا يخاف له عقابا، ولا يرجو له ثوابا. وبنحو الذي قلنا في قوله وأمر أهلك بالصلاة واصطبر ليها قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
18457 - حدثني أبو السائب، قال: ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، قال: كان عروة إذا رأى ما عند السلاطين دخل داره، فقال: لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم في ورزق ربك خير وأبقى وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ثم ينادي: الصلاة الصلاة، يرحمكم الله.
حدثنا أبو كريب قال، ثنا عثام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان إذا رأى شيئا من الدنيا جاء إلى أهله، فقال: الصلاة وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا.
18458 - حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: كان يبيت عند عمر بن الخطاب من