وقوله: وكان تقيا يقول تعالى ذكره: وكان لله خائفا مؤديا فرائضه، مجتنبا محارمه مسارعا في طاعته. كما:
17751 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وزكاة وكان تقيا قال: طهر فلم يعمل بذنب.
17752 - حدثني يونس، قال: خبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وزكاة وكان تقيا قال: أما الزكاة والتقوى فقد عرفهما الناس. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) *.
يقول تعالى ذكره: وكان برا بوالديه، مسارعا في طاعتهما ومحبتهما، غير عاق بهما ولم يكن جبارا عصيا يقول جل ثناؤه: ولم يكن مستكبرا عن طاعة ربه وطاعة والديه، ولكنه كان لله ولوالديه متواضعا متذللا، يأتمر لما أمر به، وينتهى عما نهي عنه، لا يعصي ربه، ولا والديه.
وقوله: عصيا فعيل بمعنى أنه ذو عصيان، من قول القائل: عصى فلان ربه، فهو يعصيه عصيا.
وقوله: سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا يقول: وأمان من الله يوم ولد، من أن يناله الشيطان من السوء، بما ينال به بني آدم، وذلك أنه روي عن رسول الله (ص) أنه قال: كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا.
17753 - حدثنا بذلك ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ثني ابن العاص، أنه سمع رسول الله (ص) يقول ذلك.
17754 - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: جبارا عصيا قال: كان ابن المسيب يذكر قال: قال رسول الله (ص): ما من أحد يلقي الله يوم القيامة، إلا ذا ذنب، إلا يحيى بن زكريا.
قال: وقال قتادة: ما أذنب، ولا هم بامرأة.
وقوله: ويوم يموت يقول: وأمان من الله تعالى ذكره له من فتاني القبر، ومن