(قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يقوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي) *.
يقول الله تعالى ذكره قال الله لموسى: فإنا يا موسى قد ابتلينا قومك من بعدك بعبادة العجل، وذلك كان فتنتهم من بعد موسى. ويعني بقوله: من بعدك: من بعد فراقك إياهم. يقول الله تبارك وتعالى: وأضلهم السامري وكان إضلال السامري إياهم دعاءه إياهم إلى عبادة العجل.
وقوله: فرجع موسى إلى قومه يقول: فانصرف موسى إلى قومه من بني إسرائيل بعد انقضاء الأربعين ليلة غضبان أسفا متغيظا على قومه، حزينا لما أحدثوا بعده من الكفر بالله. كما:
18291 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: غضبان أسفا يقول: حزينا. وقال في الزخرف: فلما آسفونا يقول: أغضبونا، والأسف على وجهين: الغضب، والحزن.
18292 - حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي غضبان أسفا يقول: حزينا.
18293 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا: أي حزينا على ما صنع قومه من بعده.
18294 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
أسفا قال: حزينا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
وقوله: قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا يقول: ألم يعدكم ربكم أنه غفار