أتى يقول: ثم جاء للموعد الذي وعده موسى، وجاء بسحرته. القول في تأويل قوله تعالى: * (قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى) *.
يقل تعالى ذكره: قال موسى للسحرة لما جاء بهم فرعون: ويلكم لا تفتروا على الله كذبا يقول: لا تختلفوا على الله كذبا، ولا تتقولوه فيسحتكم بعذاب فيستأصلكم بهلاك فيبيدكم. وللعرب فيه لغتان: سحت، وأسحت، وسحت، أكثر من أسحت، يقال منه: سحت الدهر، وأسحت مال فلان: إذا أهلكه فهو يسحته سحتا، وأسحته يسحته إسحاتا. ومن الاسحات قول الفرزدق:
وعض زمان يا بن مرون لم يدع * من المال إلا مسحتا أو مجلف ويروى: إلا مسحت أو مجلف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
18238 - حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: فيسحتكم بعذاب يقول: فيهلككم.
18239 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فيسحتكم بعذاب يقول يستأصلكم بعذاب.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: فيسحتكم بعذاب قال: فيستأصلكم بعذاب فيهلككم.
18240 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
فيسحتكم بعذاب قال: يهلككم هلاكا ليس فيه بقية، قال: والذي يسحت ليس فيه بقية.
18241 - حدثنا موسى قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي فيسحتكم بعذاب يقول يهلككم بعذاب.