إذا أراد أن يحولها حية تسعى، وهي خشبة، فنبهه عليها، وقرره بأنها خشبة يتوكأ عليها، ويهش بها على غنمه، ليعرفه قدرته على ما يشاء، وعظم سلطانه، ونفاذ أمره فيما أحب بتحويله إياها حية تسعى، إذا أراد ذلك به ليجعل ذلك لموسى آية مع سائر آياته إلى فرعون وقومه. القول في تأويل قوله تعالى: * (قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى) *.
يقول تعالى ذكره مخبرا عن موسى: قال موسى مجيبا لربه: هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي يقول: أضرب بها الشجر اليابس فيسقط ورقها فترعاه غنمي، يقال منه: هش فلان الشجر يهش هشا: إذا اختبط ورق أغصانها فسقط ورقها كما قال الراجز:
أهش بالعصا على أغنامي * من ناعم الأراك والبشام وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
18142 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: وأهش بها على غنمي قال: أخبط بها الشجر.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وأهش بها على غنمي قال: أخبط.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وأهش بها على غنمي قال: كان نبي الله موسى (ص) يهش على غنمه ورق الشجر.
18143 - حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي وأهش بها على غنمي يقول: أضرب بها الشجر للغنم، فيقع الورق.
18144 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي قال: يتوكأ عليها حين يمشي مع الغنم، ويهش بها، ويحرك الشجر حتى يسقط الورق الحبلة وغيرها.