17087 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله:
واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وإن نبي الله علم أن لا طاقة له بهذا الامر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله عز وجل، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله، وإن السلطان رحمة من الله جعلها بين أظهر عباده، لولا ذلك لأغار بعضهم على بعض، فأكل شديدهم ضعيفهم.
وقال آخرون: بل عني بذلك حجة بينة. ذكر من قال ذلك:
10788 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل سلطانا نصيرا قال: حجة بينة.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: ذلك أمر من الله تعالى نبيه بالرغبة إليه في أن يؤتيه سلطانا نصيرا له على من بغاه وكاده، وحاول منعه من إقامته فرائض الله في نفسه وعباده.
وإنما قلت ذلك أولى بالصواب، لان ذلك عقيب خبر الله عما كان المشركون هموا به من اخراجه من مكة، فأعلمه عز وجل أنهم لو فعلوا ذلك عوجلوا بالعذاب عن قريب، ثم أمره بالرغبة إليه في اخراجه من بين أظهرهم اخراج صدق يحاوله عليهم، ويدخله بلدة غيرها، بمدخل صدق يحاوله عليهم ولأهلها في دخولها إليها، وأن يجعل له سلطانا نصيرا على أهل البلدة التي أخرجه أهلها منها، وعلى كل من كان لهم شبيها، وإذا أوتي ذلك، فقد أوتي لا شك حجة بينة.
وأما قوله: نصيرا فإن ابن زيد كان يقول فيه، نحو قولنا الذي قلنا فيه.
17089 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا قال: ينصرني، وقد قال الله لموسى سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا هذا مقدم ومؤخر، إنما هو سلطان بآياتنا فلا يصلون إليكما. القول في تأويل قوله تعالى: *