وجماعة الكفار عن الكفر بالله ورسوله، وقتال نبيه (ص) والمؤمنين به، فهو خير لكم في دنياكم وآخرتكم. وإن تعودوا نعد يقول: وإن تعودوا لحربه وقتاله وقتال أتباعه المؤمنين، نعد: أي بمثل الواقعة التي أوقعت بكم يوم بدر.
وقوله: ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت يقول: وإن تعودوا نعد لهلاككم بأيدي أوليائي وهزيمتكم، ولن تغني عنكم عند عودي لقتلكم بأيديهم وسبيكم وهزمكم فئتكم شيئا ولو كثرت، يعني جندهم وجماعتهم من المشركين، كما لم يغنوا عنهم يوم بدر مع كثرة عددهم وقلة عدد المؤمنين شيئا. وأن الله مع المؤمنين يقول جل ذكره: وأن الله مع من آمن به من عباده على من كفر به منهم، ينصرهم عليهم، أو يظهرهم كما أظهرهم يوم بدر على المشركين.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
12314 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، في قوله: وإن تنتهوا فهو خير لكم قال: يقول لقريش: وإن تعودوا نعد لمثل الواقعة التي أصابتكم يوم بدر. ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين: أي وإن كثر عددكم في أنفسكم لن يغني عنكم شيئا، وأن الله مع المؤمنين ينصرهم على من خالفهم.
وقد قيل: إن معنى قوله: وإن تعودوا نعد وإن تعودوا للاستفتاح نعد لفتح محمد (ص). وهذا القول لا معنى له لان الله تعالى قد كان ضمن لنبيه عليه الصلاة والسلام حين أذن له في حرب أعدائه إظهار دينه وإعلاء كلمته من قبل أن يستفتح أبو جهل وحزبه، فلا وجه لان يقال والامر كذلك إن تنتهوا عن الاستفتاح فهو خير لكم وإن تعودوا نعد لان الله قد كان وعد نبيه (ص) الفتح بقوله: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير استفتح المشركون أو لم يستفتحوا. ذكر من قال ذلك:
12315 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: وإن تعودوا نعد: إن تستفتحوا الثانية نفتح لمحمد (ص). ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين: محمد وأصحابه.
واختلفت القراء في قراءة قوله: وأن الله مع المؤمنين ففتحها عامة قراء أهل المدينة، بمعنى: ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت، وأن الله مع المؤمنين. فعطف